أنت هنا

24 ربيع الثاني 1436
المسلم ــ وكالات

اعتبر عدد من أقارب وجيران المسلمين الثلاثة الذين قتلوا على يد جارهم رميا بالرصاص في منزلهم بكارولينا الشمالية في الولايات المتحدة الأمريكية، ما حدث جريمة كراهية، في حين أكد الجيران على عدم وجود مشاكل في صف السيارات في المنطقة المحيطة بمنزل الضحايا، وهو ما يجعل من غير المنطقي أن يكون خلاف حول موقف السيارات هو السبب وراء الجريمة، بخلاف ما أعلنته السلطات.

وأكد "إسماعيل محارب"، أحد أقرباء ضياء بركات الذي راح ضحية الجريمة، ما حدث جريمة كراهية، وأعرب عن عدم تصديقه الادعاءات القائلة بأن سبب الجريمة هو خلاف حول صف السيارات.

وقال إسماعيل في تصريحات لوكالة الأناضول إن ضياء لم يكن يواجه أية مشاكل مع جيرانه خلال السنوات التي أقام فيها بمفرده في المنزل، ولكن لدى زواجه وانتقال زوجته المحجبة للعيش معه، بات واضحا للجميع أن العائلة مسلمة، وبدأت المشاكل في الظهور.

بدورها قالت "رضوى بحيري"، زميلة ضياء في دراسة طب الأسنان بجامعة كارولينا الشمالية وجارته، إنها زارت أسرة ضياء عدة مرات في المنزل، وأخبرها ضياء عن تعرضهم للمضايقة من قبل جارهم "كرايغ ستيفن هيكس" الذي كان يضع يده على سلاحه دائما خلال حديثه معهم. وأشارت بحيري إلى أنها تناولت الغداء مع صديقتها في منزل أسرة ضياء يوم الجريمة، وبعد مغادرتها منزلهم شاهدت هيكس وهو يسير باتجاه منزل ضياء، ومن ثم وقعت الجريمة.

وأكد "ناثان جارنال"، جار الأسرة وطالب طب الأسنان في جامعة كارولينا الشمالية، عدم وجود مشكلة في صف السيارات في المنطقة، حيث يوجد مكان مخصص لصف سيارة لكل منزل، وفي حال وجود أكثر من سيارة لدى أصحاب المنزل، يمكنهم صف السيارة أو السيارات الإضافية في أماكن صف السيارات المجانية في الشارع.

في سياق متصل، أفادت مصادر مقربة من التحقيق في مقتل ثلاثة من الطلبة العرب المسلمين بجامعة كارولينا الشمالية، بأن مكتب التحقيقات الفدرالي (أف بي آي) سيباشر تحقيقاته في حادثة مقتلهم بشكل مستقل عن السلطات المحلية

وكانت السلطات المحلية خلصت في تحقيقاتها الأولية إلى أن خلافا بشأن موقف السيارات كان الدافع وراء مقتل الطلبة الثلاثة، وهم شادي بركات (23 عاما) وزوجته يسر محمد أبو صالحة (21 عاما) وشقيقتها رزان محمد أبو صالحة (19 عاما).

وشكك آلاف المسلمين الأميركيين في هذه الفرضية، وأكدوا ارتكاب الجريمة لأسباب عنصرية ضد المسلمين، في حين أعلن "أف بي آي" الخميس أنه سيتولى التحقيق في الجريمة، علما أنه غالبا ما يتولى المدعون الفدراليون القضايا التي يكون دافعها الكراهية.

وقال والد الضحيتين يسر ورزان أبو صالحة، إن القاتل أجبر الضحايا الثلاث على الاستلقاء أرضا قبل إطلاق الرصاص على مؤخرة رؤوسهم، مضيفا "نحن واثقون تماما من أن ابنتينا قتلتا بسبب ديانتهما، ليس شجارا على الموقف، لقد أعدموا برصاصة في مؤخرة الرأس".

وكان كريغ ستيفن هيكس (46 عاما) توجه إلى الشرطة بعد إطلاق النار حيث سلم نفسه ونقل إلى سجن دورهام. ووجهت إليه تهمة القتل وعقوبتها الإعدام أو السجن مدى الحياة.

وكان مئات من المسلمين الأميركيين أدوا الخميس صلاة الجنازة على جثث الضحايا في مسجد جمعية "رالي" الإسلامية في مدينة "تشابل هيل" بولاية كارولينا الشمالية، حيث تم استقبالهم بالدموع من قبل أصدقائهم وذويهم الذين كانوا ينتظرون في حديقة ووريت فيها الجثث.

ورغم أن وسائل الإعلام الأميركية اضطرت لتغطية الحادثة تحت ضغط موجات السخط العارمة في وسائل التواصل الاجتماعي فقد اكتفت بقليل من التفاصيل واستبعدت إرجاع سبب الجريمة إلى موجة الكراهية والعداوة للإسلام.