أنت هنا

21 جمادى الأول 1436
المسلم/وكالات

      
فجر الصراع على مواقع القرار وحرب الزعامات والمصالح داخل "نداء تونس" الفائز بالانتخابات التشريعية والرئاسية الاخيرة ازمة غير مسبوقة في الحزب الذي تأسس قبل اقل من ثلاث سنوات.

 

ويضم نداء تونس الذي اسسه منتصف 2012 الرئيس الحالي الباجي قائد السبسي (88 عاما)،يساريين ونقابيين ورجال أعمال ومنتمين سابقين لحزب "التجمع" الحاكم في عهد الرئيس المخلوع بن علي (1987-2011).

 

وكان من المقرر ان ينتخب الحزب مكتبا سياسيا الاحد الماضي الا ان الانتخابات تأجلت بسبب الخلافات حول تركيبة المكتب.

 

ومنذ ايام يتبادل مسؤولون في الحزب اتهامات في وسائل إعلام تحولت الى مسرح لحرب كلامية بينهم.

 

واعتبر خميس قسيلة عضو الحزب واحد منتقدي هيئته التأسيسية ان "نداء تونس يعيش ازمة حقيقية لم يعد مقبولا إخفاؤها".
وقال قسيلة ان الحزب يشهد "أزمة قيادية متفجرة" منذ استقالة مؤسسه ورئيسه قائد السبسي إثر انتخابه رئيسا، وتولي "غالبية" اعضاء هيئته التأسيسية مسؤوليات في رئاسة الجمهورية والحكومة.

 

وبحسب قسيلة فإن أكثر من 60 من إجمالي 86 نائبا للحزب "قرروا مقاطعة الهيئة التأسيسية نهائيا وعدم احترام قراراتها" ودعوها الى "المبادرة لحل نفسها" من أجل "انقاذ" الحزب.

 

من ناحية أخرى، اتهم لزهر العكرمي عضو الهيئة التأسيسية للحزب حافظ قائد السبسي، نجل الرئيس والقيادي في الحزب، ومجموعة من انصاره بمحاولة الهيمنة على "نداء تونس".

 

وقال العكرمي ان تأجيل انتخابات المكتب السياسي التي كانت مقررة الاحد "تمّ بتعليمات من (...) الوريث حافظ قائد السبسي" الذي "يريد السيطرة على الحزب".

 

وأضاف "هناك مجموعة من الناس لم يتولوا مواقع في السلطة (بعد إجراء الانتخابات العامة) تجمعوا اليوم حول هذا الشخص (...) وقالوا له انت الزعيم وانت الوريث".

 

وتابع العكرمي "نحن (في الهيئة التأسيسية) ضد التوريث" واصفا ما يجري بأنه "حملة توريث لحافظ قائد السبسي".

 

وقال ان ليس من المسموح اليوم ان "يقول شخص ما والدي فلان وأنا من العائلة الفلانية فالثورة قامت (...) ضد هذه الممارسات" في اشارة الى المحسوبية التي كانت سائدة ابان عهد بن علي الذي اطاحت به ثورة شعبية مطلع 2011.