
اقتحم وزير خارجية الاحتلال الصهيوني "أفيغدور ليبرمان" اليوم الأحد المسجد الإبراهيمي الشريف في قلب مدينة الخليل المحتلة جنوب الضفة الغربية المحتلة، وذلك بصحبة أعضاء من حزبه "إسرائيل بيتنا"
وقال "ليبرمان" مبررا زيارته بأنها زيارة تقليدية حيث يواظب على زيارة المسجد الابراهيمي والخليل المحتلة ضمن جولاته التي يقوم بها في كل حملة انتخابية لتأكيد هويتها اليهودية.
وفي سياق الاستغلال الانتخابي، قال ليبرمان "إن حزبه لم يسلم الخليل، لذلك فإن المعسكر الوطني هنا وليس في أي مكان آخر"، مهاجما نتنياهو والليكود بصفته من “سلم” الخليل، حسب تعبيره، وذلك بحسب ما نقلت عنه القناة الثانية العبرية.
وأضاف ليبرمان "جئت إلى هنا لأجلس بين الأشخاص الوطنيين، الذين يرغبون في تدمير حماس"، مجددا دعوته لإنزال عقوبة الإعدام بحق منفذي العمليات الفدائية.
وكرر في تصريحات أدلى بها داخل المسجد، دعوات سابقة له للقضاء على حركة المقاومة الإسلامية (حماس), ورفض أي انسحاب من الضفة الغربية على غرار الانسحاب من قطاع غزة عام 2005.
هذا وشددت قوات الاحتلال إجراءاتها على الحواجز المحيطة بالإبراهيمي، ومنعت الفلسطينيين من الدخول إليه خلال وجود "ليبرمان" داخل المسجد، ونشرت القناصة على أسطح المنازل المحيطة بالمسجد.
وبالتزامن مع الاقتحام الذي استغرق حوالي نصف ساعة, أغلقت قوات الاحتلال عددا من البوابات التي تفصل المسجد الإبراهيمي عن السوق الفلسطيني في الخليل.
وتمت عملية الاقتحام في حماية جيش الاحتلال -الذي يحتل الجزء الذي يقع ضمنه المسجد الإبراهيمي بمدينة الخليل- قبل يومين فقط من الانتخابات البرلمانية في كيان الاحتلال التي يرجح أن لا يحصل فيها حزب ليبرمان إلا على خمسة مقاعد، مقارنة بـ11 مقعدا في الانتخابات السابقة وفقا لاستطلاعات الرأي.
من جهته، ندد مدير أوقاف الخليل إسماعيل حلاوة باقتحام ليبرمانلالمسجد الإبراهيمي, وقال لوكالة الأناضول إن ذلك يدخل ضمن الدعاية الانتخابية.
كما قال محمود الهباش، كبير قضاة فلسطين، مستشار الرئيس أبو مازن للشئون الدينية والعلاقات الإسلامية، إن اقتحام وزير الخارجية في كيان الاحتلال أفيجدور ليبرمان، للحرم الإبراهيمى الشريف فى مدينة الخليل، لعب بالنار ويثير المزيد من العداوة والكراهية والتوتر.
وأكد الهباش فى بيان صحفى، اليوم الأحد، أن اقتحام الحرم الإبراهيمى من قبل ليبرمان ومن قبله نفتالى بينيت يكشف الوجه الحقيقى لإسرائيل القائم على عدم تقبل الآخر والسير باتجاه وضع اليد ومحو الطابع العربى والإسلامى عن مدينة الخليل، وإقحام الفلسطينيين ومقدساتهم فى لعبة الانتخابات.
واعتبر أن هذا الاقتحام يكشف أطماع ونوايا الاحتلال من خلال الاستيلاء الكامل على الحرم الإبراهيمى خطوة خطوة بعد أن استولت على غالبيته، والتحكم به خاصة أيام الأعياد اليهودية، وهذا يتناقض مع الاتفاقيات والقوانين الدولية التى ضمنت حماية حرية العبادة تحت الاحتلال.
وحذر الهباش من أن استمرار هذه الاقتحامات من قبل الساسة والقيادات الصهيونية، يمهد الطريق لتنفيذها مجددا داخل المسجد الأقصى من أجل تقسيمه زمانيا ومكانيا على غرار ما يحصل فى الحرم الإبراهيمى فى الخليل. ودعا كل المؤسسات والجهات الدولية للجم دولة الاحتلال، ووضع حد لهذه الانتهاكات بحق المقدسات الإسلامية، ومنع تدهور الأوضاع نحو منزلق خطير لا يمكن السيطرة عليه.