
عبر سماحة مفتي عام المملكة العربية السعودية رئيس هيئة كبار العلماء رئيس اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ، عن تأسفه على مايجري في اليمن قائلاً: "إخواني يؤسف كل مسلم ما يجري في اليمن السعيد من هذه الفوضويات والاضطرابات والقلاقل التي لا أول ولا آخر لها، هذه المصائب في اليمن السعيد، إنما هي من تدبير أعداء الإسلام فليحذر المسلمون أن يستخدمهم أعداؤهم، أيها الشعب اليمني المبارك، من يحكم هذا البلد، أين العقول الجيدة، أين العلماء وأين القادة وأين المفكرون؟ أن تضيع البلاد بهذا الشكل تدميراً وإخلالاً للأمن وسفكاً للدماء ونهباً للأموال على أيدي المجوس وأعوانهم الذين يبغضون الإسلام وأهله، هذه الفرق الضالة هدفها القضاء على الإسلام، ألا يكفي المسلمون مما مر بهم وأن لا يمدوا أيديهم مع أعدائهم، إن أعداءكم المجوس لا يريدون لكم خيراً وإنما يريدون إفسادكم وفسادكم وسلب خيراتكم وتضليل أفكاركم إلى غير ذلك من آرائهم الضالة، فيا أيها الشعب اليمني ويا رجال اليمن، اتقوا الله في أنفسكم، عودوا إلى رشدكم وحكموا العقل والرأي السديد لتعلموا أن هذه الحملات السيئة المجوسية جاءت لإضلالكم وإضعاف شوكتكم والقضاء على دينكم وكرامتكم وأخلاقكم، ما جاءوا حباً لكم ولا رحمة بكم، ولكن جاءوا لينشروا الفساد كما يريدون ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون، فيا إخواني في اليمن، الله الله في أنفسكم وبحرماتكم! وفي بلادكم أن تضيعوها في هذه الفتنة الضالة المضلة، وفق الله الجميع لما يحب ويرضى إنه على كل شيء قدير".
وقال سماحته في خطبة الجمعة التي ألقاها بجامع الإمام تركي بن عبدالله بالرياض: لأداء الأمانة في الشريعة فضائل عدة فمن أعظم فضائلها أنها خلق أنبياء الله ورسله، مبيناً أن الإسلام حث على التخلق بخلق الأمانة، وأمر بها ورغب فيه.
وتابع سماحة الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ: إن مما يدلك على عظم الأمانة أنها مسؤولية يمارسها الناس في حياتهم اليومية فهم محتاجون إليها في جميع أحوالهم، سواء كانت في الإمارة أو في القضاء أو في الحسبة أو في الإفتاء والتعليم أو في وسائل الإعلام إلى غير ذلك من الأمور المهمة، مشيراً إلى أن من مجالات الأمانة التي أمرنا بها أمانة المسؤولية، أن يولى على الأمة من يعرف صلاحه وتقواه وقيامه بالواجب، إن خير من استأجرت القوي الأمين، فإنها مسؤولية سيسأل عنها يوم القيامة فلابد أن يتولاها من هو أهل لها وللقيام بواجبها حق القيام، وإذا سألها من ليس كفؤاً لها فإنه لا يجاب.
وأردف بقوله: من كان له مسؤولية وعنده أسرار عن الدولة فيجب عليه كتمانها وعدم إفشائها فإن في إفشائها ضرراً على الأمة في حاضرها ومستقبلها لا سيما ما يتعلق بأمور استقرارها فالواجب كتمان ذلك وعدم التحدث به.
وأضاف: ومن الأمانة وسائل الإعلام كالمرئي والمسموع والمشاهد فإن رجال الإعلام مسؤولون عن هذه الأمور يجب أن يقول الحق وينطق بالحق وأن يكون في خدمة قضايا الأمة ومصالحها في الحاضر والمستقبل وعدم نشر الإشاعات والأكاذيب التي لا داعي لها والتحليلات الباطلة، وإنما يقول الحقائق والأمور على الوجه الشرعي وإن صدقوا الله وقالوا خيراً كانوا عوناً على الإصلاح وإن أخلوا بالأمانة وجاءوا بالمسلسلات الهابطة والأطروحات الكاذبة وأقوال باطلة أسهموا في إخلال المجتمع فيجب أن يكون رجال الإعلام مسلمين صادقين فيما يكتبون ويقررون.