أنت هنا

2 جمادى الثانية 1436
المسلم ــ وكالات

 هدد السفير الروسي في الدنمارك ميخائيل فانين، السلطات الدنماركية بقوله إن القوات البحرية الدنماركية يمكن أن تصبح هدفاً لهجوم بصواريخ نووية إذا انضمت كوبنهاغن، العضو في الحلف الأطلسي، إلى الدرع المضاد للصواريخ

وأطلق السفير الروسي تحذيره في مقال نشرته صحيفة "يلاندس بوستن" الدنماركية

وكتب فانين "لا أعتقد أن الدنماركيين يفهمون تماماً تبعات ما يمكن أن يحدث في حال انضمت الدنمارك إلى الدفاع الصاروخي الذي تقوده الولايات المتحدة".

وأضاف "إذا حدث ذلك، فإن السفن الحربية الدنماركية ستصبح أهدافاً للصواريخ النووية الروسية".

من جهتها، صرحت رئيسة لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الدنماركي ميتي غجيرسكوف أن التصريحات "تهديدية للغاية وليست ضرورية" لأن الدرع الصاروخي مجرد "أداة إنذار" لأي صواريخ آتية ولا يمثل أي خطر على روسيا.

وقالت إن تصريحات السفير "هي طريقة لتصعيد اللهجة الكلامية بين روسيا والحلف الأطلسي"، مضيفة أنها موجهة كذلك إلى الرأي العام الروسي "ولكن ذلك لا يغير حقيقة أننا لسنا خائفين".

بدوره، اعتبر وزير الخارجية مارتن ليديغارد إن التصريحات "غير مقبولة .. ومبالغ فيها للغاية".

وتعهدت الدنمارك بتقديم فرقاطة أو اثنتين مجهزتين بأنظمة رادار متطورة لرصد أي صواريخ.

كما شدد وزير الخارجية الدنماركي مارتين ليديغور على أن منظومة الدرع الصاروخية الأمريكية في أوروبا التي من المحتمل أن تنضم إليها بلاده لها طابع دفاعي وغير موجهة ضد روسيا.

وقال ليديغور في تصريحات أمس السبت "روسيا تدرك جيدا أن منظومة الدفاع الصاروخي دفاعية، وغير موجهة ضدها. نحن لا نتفق مع روسيا في أشياء كثيرة، لكن من المهم عدم تصعيد الوضع".

وتعارض روسيا، منذ فترة، الدرع الصاروخي للحلف الأطلسي، والذي أطلق في العام 2010، ومن المقرر أن يصبح جاهزاً للعمل تماماً بحلول 2025. وتساهم الدول الأعضاء في الحلف بأجهزة رادار وأسلحة لحماية أوروبا من أي هجمات صاروخية.

 وكانت روسيا طالبت بضمانات في صيغة قانونية ملزمة بعدم توجيه الدرع الصاروخية في أوروبا ضدها، إلا أن طلبها هذا قوبل بالرفض.

وأوقفت الولايات المتحدة في مارس، وحلف الناتو في أبريل، الحوار مع روسيا بشأن منظومة الدرع الصاروخي بذريعة الأزمة الأوكرانية.

وأعلنت وزارة الدفاع الروسية في وقت سابق أن إبداء عدد من الدول الأوروبية رغبتها في نشر منظومة الدرع الصاروخي الأمريكية على أراضيها يؤكد مخاوف روسيا الاتحادية من أن الغرب يعمل فقط على تقويض قوة الردع النووية الروسية.

وتنص العقيدة العسكرية الروسية الجديدة على أن إقامة ونشر الدرع الصاروخية الاستراتيجية التي تقوض الاستقرار العالمي وتنتهك توازن القوى القائم المجال الصاروخي النووي، يعد أحد الأخطار العسكرية الخارجية الرئيسة.

 وفي السياق ذاته، أعلنت موسكو أن منظومة الدرع الصاروخية الأمريكية لها طابع عالمي، لذلك لا يمكن أن تبقى روسيا غير مبالية وهي مضطرة للرد.

ووفقا لرئيس هيئة الأركان العامة الروسية الجنرال فاليري غيراسيموف، فإن حلف شمال الأطلسي يستعمل في نشر منظومة الدرع الصاروخية منصات مماثلة لتلك المستخدمة في إطلاق الصواريخ المجنحة ذات القواعد البحرية، لافتا إلى أن هذا العمل يعد انتهاكا للمعاهدة الخاصة بتدمير الصواريخ المتوسطة والقصيرة المدى.

وشدد غيراسيموف على أن الإجراءات المضادة الروسية هدفها بالدرجة الأولى، تزويد الجيش الروسي والأسطول بأنظمة أسلحة حديثة تسمح بتحييد قدرات منظومة الدفاع الصاروخية الأمريكية، وهي تتميز أيضا بقدراتها الفائقة في التغلب عليها.

 

ومقر نظام الدفاع الصاروخي الأوروبي التابع لحلف الأطلسي هو مدينة "رامشتاين" الألمانية منذ 2012.

ويضم الدرع سفناً حربية أميركية لتدمير الصواريخ في إسبانيا، وأنظمة مضادة لصواريخ "باتريوت" في تركيا، وأنظمة رادار محمولة على سفينة في العديد من الدول، كما من المقرر نشر أجهزة رصد صواريخ في رومانيا