
دعت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، إلى ضرورة التدخل السريع والعاجل لإنقاذ مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في سوريا، وذلك بعد اقتحامه من قبل جماعات مسلحة والتنكيل بأهله.
وأوضح إسماعيل رضوان، القيادي في حركة "حماس" لـ "قدس برس": "هناك مأساة كبيرة تحدث في مخيم اليرموك المحاصر منذ سنوات، ويجب تتوقف هذه المأساة لأسرع وقت ممكن".
كما دعا السلطة الفلسطينية، ومنظمة التحرير التي لها ممثل في دمشق، وكل الجهات المعنية إلى التحرك عاجل لإنقاذ سكان مخيم اليرموك مما يتعرض له.
وطالب رضوان بتجنيب المخيمات الصراعات الداخلية في البلدان العربية، قائلا: "معركتنا كفلسطينيين مع الاحتلال، ولا بد أن يحظى الشعب الفلسطيني في الشتات بالإكرام والاحترام وأن يحافظ عليهم على الأراضي العربية لأنهم إنما هم ضيوف في طريق عودتهم إلى القدس وفلسطين".
وأضاف: "لابد من وقف هذه المجازر التي ترتكب ضد شعبنا في مخيم اليرموك المحاصر وتحمل كافة الأطراف مسؤولياتها".
واعتبر أن المخيمات الفلسطينية هي عنوان لقضية اللاجئين الفلسطينيين واستهدافهم هو استهداف للقضية.
وطالب القيادي في "حماس" بالعمل على رفع الحصار عن مخيم اليرموك وإيجاد ممر آمن لأهله من أجل التزود بالمواد الغذائية.
كانت اشتباكات عنيفة قد اندلعت صباح اليوم الجمعة (3|4) على عدة محاور قتالية في مخيم اليرموك بسورية بين كتائب "أكناف بيت المقدس" من جهة، وتنظيم "الدولة الإسلامية"، و"جبهة النصرة" من جهة أخرى.
وكانت مجموعة "العمل من أجل فلسطينيي سورية" قد أكدت أن عناصر من تنظيم الدولة اقتحمت مخيم اليرموك قادمةً من منطقة الحجر الأسود، حيث استولت على شارع الثلاثين ومن ضمنه مستشفى فلسطين، الذي يعدّ الوحدة الطبية الوحيدة في المخيم.
وتمددت مجموعات تنظيم الدولة بالتعاون مع جبهة النصرة في عدة محاور ومربعات بعضها كانت تسيطر عليها النصرة في السابق خلال اليوم الأول، وشملت شارع الـ 15، حتى دخلة حمدان، وشارع القدس وفلسطين والمناطق التي تقع شمالها حتى شارع نوح إبراهيم الذي يصل شارع القدس بحديقة الطلائع.
وترافقت هذه الأحداث مع قصف بقذائف الهاون من النظام السوري وتنظيم الدولة، استهدفت مستشفى فلسطين وشارع صفد.
وأشار تقرير المجموعة إلى أنه ونتيجة ذلك حدثت أزمة إنسانية خانقة، خاصة في المناطق التي يسيطر عليها تنظيم الدولة، ومناطق الاشتباكات وخطوط التماس، حيث لم يتمكن الأهالي من الخروج على مدار 24 ساعة.
وقد فرض تنظيم الدولة حظرًا للتجوال في المناطق التي تواجد فيها ومنها جامع فلسطين الذي يتواجد قربه نقطة رئيسة لتوزيع مياه الشرب على الأهالي مما حرمهم من مياه الشرب منذ دخول تنظيم الدولة للمخيم، فيما توقفت أية محاولات لإدخال المساعدات الإنسانية، وهو ما فاقم الحالة الإنسانية للسكان المدنيين خاصة.
وكانت إحصائية لمجموعة العمل الوطني قد ذكرت أن عدد الضحايا الموثقين حتى مساء أمس الخميس (2|4) هو 4 ضحايا، ثلاثٌ نتيجة القصف، وواحدة نتيجة القنص، وقد تم دفن اثنين منهم في حديقة عبد القادر الحسيني، نتيجة وجود المقبرة في مناطق داعش جنوب المخيم.
وأكدت مجموعة العمل أنها تلقت العديد من نداءات الاستغاثة من الأهالي، خاصة المحاصرين في مناطق تنظيم الدولة والنصرة، وأهالي المناطق القريبة من خطوط التماس، وتركزت النداءات حول حالة الهلع التي يشعر بها السكان، والنقص الحاد في كافة الموارد الغذائية الأساسية، إضافة لانقطاع ماء الشرب، فضلاً عن القناصة الذين انتشروا في أغلب المحاور الرئيسة، ما جعل من إمكانية التحرك غاية في الصعوبة.
وأهابت مجموعة العمل بكافة المؤسسات الدولية والإنسانية منها خاصة، بذل المزيد من الجهود لإدخال المساعدات أو محاولة طرح مبادرات لوقف نزيف الدماء.
كما أكدت المجموعة ضرورة تحمل كافة الجهات الفلسطينية والسورية لمسؤولياتها سواء في الداخل أو الخارج، والتحرك بأسرع وقت لوقف الوضع المتدهور داخل المخيم، كما تحمل النظام السوري مسؤولية مباشرة عن استمرار حصار المخيم، ووضع آلاف المدنيين الفلسطينيين رهينة الوضع الدائر في البلاد.
كما دعت القيادة الفلسطينية متمثلة بمنظمة التحرير الفلسطينية والفصائل إلى عدم الوقوف موقف المتفرج على الحدث، وضرورة التحرك على كافة المستويات.
هذا وأصدر عدد من الناشطين داخل مخيم اليرموك بياناً طالبوا فيه فصائل المعارضة السورية، التدخل من أجل صدّ هجمات تنظيم الدولة الإسلامية على مخيم اليرموك.