أنت هنا

28 رجب 1436
المسلم/متابعات

وجه الشيخ الدكتور سلمان العودة، الأمين العام المساعد لاتحاد العلماء المسلمين, رسالة هامة للأجيال الجديدة من الشيعة.

 

واستنكر فضيلته استمرار الشيعة في إساءتهم للصحابة، رضوان الله عليهم، وتبعية جيل عريض منهم لشيوخه ورموزه الدينية،دون تعقل أو روية.

 

ودعا الشيخ العودة الأجيال الجديدة الواعية إلى الثورة على هذا التراث المنحرف، والبراءة منه، وعدم الاغترار بكثرته.

 

وأضاف في مقالة أسبوعية نشرت في عدة صحف ومواقع خليجية وعربية بعنوان "أحبهم"، إن الصحابة الكرام رضي الله عنهم، أفضل مجموعة بشرية تكوّنت في وقت متقارب، وأحدثت إنجازاً لا نظير له في التاريخ الإنساني، معتبرا أن القدح فيهم تَنَقُّص لمقام النبوة، وتشكيك في جدواها وأثرها وبصمتها في الناس والحياة.

 

ولفت د. العودة إلى قوله تعالى: {فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا}، مشيرا إلى أن الصحابة سجِّل لهم ربهم رضوانه في فاتحة الآية، ووصفهم بالإيمان وأعلن صدق بيعتهم، وشهد على ما في قلوبهم -وكفى بهذا تزكية- حيث كافأهم بإنزال السَّكينة، والفتح القريب.

 

وتابع فضيلته "لا ينقضي عجبي من أناس ينتسبون إلى الإسلام ثم يطعنون في جملتهم، ولا يستثنون منهم إلا أفراداً قلائل"، متسائلا "كيف لمثل هؤلاء أن يتوقَّعوا نجاحاً لشيوخهم ورموزهم الدينية في تربية أتباعهم وضبط سلوكهم؟ أفيظنون أن ينجح سادتهم فيما يزعمون أن أفضل البشر لم ينجح فيه؟.. وحاشاه من ذلك بأبي هو وأمي!".

 

وزاد "لا ينقضي عجبي ممن يثور حين يُتهم شيوخه وقادته بالفشل والإخفاق، ولا يبالي أن يَصِم أفضل الأنبياء بذلك حين يتجرَّأ على نخبة أصحابه، وينسب إليهم من النقائص ما يتنزَّه عنه عامة الناس العاديون؛ الذين لم يتلقّوا تربية، ولم يصاغوا في محضن!".

 

وأضاف "يغارون على أزواجهم وبناتهم، ويغضبون لمحارم زعمائهم، ثم تطاوعهم ألسنتهم في الوقيعة في امرأة اختارها الله وفضَّلها، فكان النبي -صلى الله عليه وسلم- يبيت في لحافها، ويتوضأ ويغتسل معها، ويصحبها في سفره وحضره، ويجد متعة الحديث معها ثم يموت في حضنها".

 

وطالب بإعادة النظر في قراءة هذا التراث ، وما فيه من الازدراء والتَّنَقُص لجيلٍ سمع الوحي لأول مرة وحفظه، وكان هو التطبيق العملي لتعليماته .

 

وقال موجها سؤاله لهم "لماذا تغضبون عندما تسمعون تحليلاً سياسياً عن دولةٍ (ما)؛ يكشف صراعاً محتدماً على السلطة، ومؤامرات تُحاك، وخداعاً باسم المذهب والطائفة، واستقواء بالأعداء والخصوم، وتخطيطاً للانقلاب على الحال الراهن والتحول إلى نقيضه، وأنتم تنسبون هذا لأبي بكر، وعمر، وطلحة، والزبير، وسعد، وسعيد.. وإخوانهم؛ رضي الله عنهم، وحشرنا معهم، وألحقنا بهم".