
اقتحم عشرات المستوطنين صباح اليوم الأحد المسجد الأقصى بالقدس الشرقية المحتلة وسط توتر واعتقالات في صفوف الفلسطينيين المرابطين داخله.
وتأتي هذه الاقتحامات في ظل دعوات أطلقتها منظمات يهودية لاقتحام جماعي للمسجد الأقصى اليوم الأحد وغدا الإثنين بمناسبة ما تطلق عليه "عيد شفوعوت" (نزول التوراة).
كما اعتقلت قوات الاحتلال في المسجد الأقصى اليوم الأحد، خمسة شبان من القدس والداخل الفلسطيني من بينهم المصور محمد قزاز الذي تعرض للاعتداء من قوات الاحتلال.
ونقلت القوات المعتقلين إلى مركز تحقيق "القشلة"، فيما اعتدت على المصلين خارج باب السلسلة وأغلقت الطرق المؤدية إلى المسجد الاقصى.
وذكرت مصادر مقدسية أن شرطة الاحتلال اعتقلت المصور قزاز بعدما اعتدت عليه خارج باب السلسلة أثناء تصويره خروج المستوطنين من المسجد، كما اعتقلت تامر شلاعطة من سخنين ورامي الفاخوري وقصي دنديس من القدس، أثناء خروجهم من باب السلسلة، فيما اعتقلت جراح أبو صالح من داخل المسجد.
واقتحم المسجد الأقصى منذ الصباح 102 مستوطن من باب المغاربة تحت حراسة أمنية مشددة، فيما أحبط المصلون من الرجال والنساء والأطفال محاولاتهم لأداء شعائر تلمودية في مناطق متفرقة من المسجد.
ومارست شرطة الاحتلال تشديدات على دخول طالبات مدرسة الأقصى الشرعية ومنعتهم من دخول الأقصى حتى خروج المستوطنين منه، في حين وفرت الحماية للمستوطنين الذين قاموا باستفزاز المصلين والمبعدين عن المسجد عند باب السلسلة.
وكانت منظمات الهيكل دعت إلى اقتحام المسجد الأقصى اليوم وغداً في عيد نزول التوراة "الشفوعوت" هذا الأسبوع، ما أدى إلى مزيد من التوتر داخل المسجد وفي محيطه.
من جهته، أدان مركز حماية لحقوق الإنسان اقتحام عشرات المستوطنين المتطرفين صباح اليوم الأحد، باحات المسجد الأقصى من جهة باب المغاربة وسط حراسة مشددة من شرطة الاحتلال للاحتفال بما يسمى "الحج الجماعى" بمناسبة "نزول التوراة".
وشددت "حماية"، على خطورة اقتحام المستوطنين للمسجد الأقصى، وأن استمرارها سيؤدي إلى انفجار الوضع في المنطقة بشكل قد لا تتم السيطرة عليه.
وطالبت المجتمع الدولي ومنظمة اليونسكو بالتحرك الفوري لوقف هذه الاعتداءات المتكررة بحق الأماكن المقدسة وخاصة المسجد الأقصى وحمايتها.
ومطالبة الدول السامية والمتعاقدة على اتفاقية جنيف الرابعة بوقف هذه الانتهاكات من قبل قوات الاحتلال بحق دور العبادة والأماكن المقدسة والعمل على محاسبتها على مخالفتها لأحكام هذه الاتفاقية.
ودعت المنظمات والمؤسسات الدولية والإقليمية الحقوقية وذات الصلة بالتحرك الفوري للعمل على وقف هذه الاعتداءات وتقديم المسئولين عنها إلى المحاكم الدولية.
وحذر المركز من هذا التصعيد من قبل المتطرفين اليهود، مؤكدًا أنها تشكل مخالفة لقواعد القانون الدولي الإنساني ولأحكام اتفاقية جنيف الرابعة والمتعلقة بحماية الأماكن المقدسة ودور العبادة، إذ تشكل انتهاكا خطيرا لنص المادة (18) من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان التي نصت على انه " لكل شخص حق حرية الفكر والوجدان والدين ويشمل هذا الحق حريته في تغيير دينه أو معتقده، وحريته في إظهار دينه أو معتقده بالتعبد وإقامة الشعائر والممارسة والتعليم بمفرده أو مع جماعة وأمام الملا أو على حده ".
كما وتتعارض مع نص المادة 18 من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية لسنة 1966 وتنتهك بشكل مباشر نص المادة 31 من اتفاقية جنيف الرابعة لسنة 1949 على انه "يحظر ممارسة أي اكراه بدني أو معنوي إزاء أي من الأشخاص المحميين، إضافة إلى أن هذه الاقتحامات تعمل وبشكل كبير على استفزاز المواطنين الفلسطينيين والمسلمين في العالم، وتعمل على إثارة الاضطرابات وأعمال العنف داخل الأراضي المحتلة.