
عبرت الولايات المتحدة الأمريكية، عن قلقها من تقارير تكشف عن استغلال حزب “الاتحاد الديمقراطي” الكردي السوري، للدعم الجوي لقوات التحالف الدولي لمحاربة تنظيم “داعش”، في تهجير أعداد كبيرة من العرب والتركمان السوريين خارج مناطقهم.
وقال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية “جيف راثكي” في الموجز الصحفي من واشنطن أمس، “لقد نقلنا مخاوفنا لحزب الاتحاد الديمقراطي حول سجلهم (خروقاتهم) لحقوق الإنسان بما في ذلك ترويع أحزاب سياسية كردية منافسة في السابق”.
وأضاف “راثكي” مدافعاً عن الضربات الجوية التي توجهها قوات التحالف الدولي إلى “داعش” في المنطقة دعماً لعمليات حزب “الاتحاد الديمقراطي” في حربه ضد التنظيم المسلح “غاراتنا هذه، كما تعلمون، مركزة على الحرب ضد داعش وليس لأي غرض آخر”.
وكانت الولايات المتحدة قد أعلنت في وقت سابق أن اتصالاتها مع حزب “الاتحاد الديمقراطي” تتم عبر وسطاء لم تحددهم وليس بشكل مباشر.
يأتي ذلك في وقت نفّذ فيه عناصر من منظمة “بي كا كا” الإرهابية، هجوما بمدافع الهاون ورشاشات مضادة للطيران، على قاعدة عسكرية للجيش التركي، في بلدة يوكسك أوفا، بولاية هكاري، جنوب شرقي تركيا.
بدورها ذكرت رئاسة الأركان التركية ، أن مجموعة تنتمي للمنظمة الانفصالية الإرهابية، في إشارة إلى بي كا كا، هاجمت القاعدة العسكرية المذكورة، الجمعة، حيث ردّت عليهم القوات الموجودة في الموقع مباشرة، ما أدى إلى توقّف النيران الصادرة من الإرهابيين.
وأشار البيان إلى عدم وقوع أي أضرار أو خسائر جراء الهجوم، لافتا إلى أن القوات التركية مشّطت المنطقة، وسط تشديد للتدابير الأمنية.
من جهته، قال طارق سلو جاوزجي نائب رئيس حزب الحركة الوطنية التركمانية السورية، أمس الجمعة، إن مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردية، سيطروا على 4 قرى تركمانية تابعة لبلدة “تل أبيض” بريف محافظة الرقة شمالي سوريا، في سابقة هي الأولى من نوعها في المنطقة، منذ اندلاع الصراع في البلاد قبل أكثر من 4 سنوات.
وأوضخ جاوزجي في تصريح إعلامي، أن مقاتلي وحدات حماية الشعب التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي(كردي) المدعومين بغطاء جوي من التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة الامريكية ضد “داعش”، سيطروا على قرى “دده لر”(دادات)، و”باب الهوى”، و”بلال جته”، و”سيرت”، مساء الخميس.
وأضاف أن غالبية سكان بلدة “حمام التركمان” المجاورة للقرى الأربعة، نزحوا باتجاه الحدود التركية عقب التطورات الأخيرة، فيما نزح البقية إلى تل أبيض، لافتاً إلى أن عدد سكان البلدة يبلغ نحو 12 ألف شخص.
وأشار جاوزجي إلى أن “وحدات حماية الشعب التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي ترمي لإفراغ القرى التي سيطرت عليها من سكانها التركمان، وتوطين أكراد فيها”. حسب تعبيره.
ولفت السياسي التركماني، إلى أن عناصر “الاتحاد الديمقراطي” ومنظمة “بي كا كا” الإرهابية، يسعون للسيطرة على بلدة تل أبيض، الخاضعة لتنظيم “داعش”، بغية تحقيق وحدة جغرافية بين كانتوني الجزيرة وكوباني(عين العرب) ذات الغالبية الكردية، كخطوة أولى على طريق مشروع إعلان إقليم شمال سوريا الموجود في أذهان بعض الأكراد.
واعتبر جاوزجي أن القوات الكردية، ستعمل لاحقًا على تحقيق وحدة جغرافية بين الكانتونين المذكورين، وكانتون عفرين(بريف حلب)، بغية إقامة كيان كردي شمال سوريا، متاخم للحدود التركية.