
أعلن مسؤول حكومي عراقي، اليوم السبت، إن 80 مستشارا عسكريا أمريكيا وصلوا قاعدة الحبانية العسكرية شرق الرمادي لـ "تدريب وتقديم الخطط العسكرية في معركة تحرير الفلوجة والرمادي".
أوضح أركان خلف الطورز، عضو مجلس محافظة الأنبار، في تصريحات لوكالة "الأناضول"، أن "80 مستشارا عسكريا أمريكا، وصلوا في ساعة متأخرة ليلة أمس، إلى قاعدة الحبانية العسكرية 30 كم شرق الرمادي".
ويوجد مئات المستشارين العسكريين الأمريكيين في العراق ضمن "اتفاقیة الإطار الاستراتیجي" بين البلدين، مع الإشارة أنّ الجهات الرسمية لم تكشف العدد الحقيقي للمستشارين الأمريكيين.
وأضاف الطرموز، أن "هؤلاء المستشارين العسكريين سوف يقومون بتدريب القوات العراقية ومقاتلي العشائر تحت مسمى "الحشد الشعبي في قاعدة الحبانية"، فضلًا عن تقديم الدعم اللوجستي للقوات العسكرية والخطط في معركة تحرير الفلوجة والرمادي التي ستنطلق قريبا".
كانت هيئة علماء المسلمين في العراق، قد استنكرت أمس التصريحات الامريكية والبريطانية المتعلقة بإرسال مدربين الى البلاد، اذ اعلنت بريطانيا قبل ايام عن نيتها إرسال (125) مدربا إضافيا إلى العراق، يقومون بتدريب قوات الامن الحكومية، كما صرح مسؤولون أمريكيون بان الادارة الامريكية تدرس إرسال نحو(500) مستشار ومدرب عسكري، لرفع جاهزية الجيش الحكومي، سيضافون إلى نحو ثلاثة آلاف سبقوهم الى العراق، في غياب استراتيجية متكاملة ـ باعتراف الرئيس اوباما نفسه ـ لتدريب قوات الامن الحكومية، وكانت دول غربية مثل (فرنسا واستراليا والسويد والنرويج)، قد ارسلت من قبل مدربين ومستشارين، لهذا الغرض.
ولفتت الهيئة في بيان الى ان هذه الجهود الدولية، لا قيمة لها ولا جدوى منها، وهي بمنزلة الترقيم على الماء، لانها تدور حول الاسباب الحقيقية للصراع، وتابى الوقوف عندها، والعمل على معالجتها.
كما أوضحت الهيئة في البيان ان ما يجري في العراق سببه الظلم الذي لحق بالعراقيين عموما، وببعض المكونات، بشكل اعظم، من خلال عملية سياسية بائسة، فتحت ابواب الشر على العراقيين والعالم، وان الاصرار من قبل هذه الدول - وفي مقدمتها الولايات المتحدة الامريكية - على حصر المشهد العراقي في الصراع بين الحكومة في بغداد وتنظيم الدولة الاسلامية، وتجاهل الاسباب الحقيقية الكامنة في الاسس الخاطئة التي قامت عليها العملية السياسية في العراق، والدستور البائس الذي استند إليها، والاعتماد على حلفاء ايران الطائفيين والفاسدين في ادارة البلاد، واقصاء القوى الوطنية بكل الوسائل، كلها امور غير مجدية، و طرق جربت لعقد كامل من الزمن، وبان فشلها بل وارتفعت كلفة خسائرها على الصعيد البشري والمادي، وعلى الصعيد الامني للمجتمع الدولي، وهي لن تؤدي الى اي نتيجة.
وختم البيان ان العراق سيبقى في اضطراب ولو ملؤوهُ مدربين ومستشارين، وسيبقى العالم في تأثر كبير بما يجري على الساحة العراقية، مالم يضع العالم نفسه حدا لذلك، وانه آن الأوان لوضع حل بديل يعالج المشكلة جذريا، ويكف عن الضحك على الذقون بتسويق حلول هشة، لاتسمن ولا تغني من جوع.