أنت هنا

25 رمضان 1436
المسلم ــ وكالات

 شرع البوسنيون، اليوم االسبت، في دفن رفات 136 من ضحايا مجرزة "سربرنيتشا"، التي راح ضحيتها أكثر من 8 آلاف مسلم على يد القوات الصربية قبل 20 عاما، إثر التعرف على هويات أصحابها.

 

وتضم قائمة الضحايا، الذين سيدفنون اليوم، "يوسف إسماعيلوفيتش" (75 عاما) أكبرهم سنا، وسيدفن مع ابنه وحفيده، إضافة إلى 18 شخصا دون سن الرشد. وسيرتفع عدد ضحايا "الإبادة العرقية" في مقبرة "بوتوتشاري"، عقب دفن دفعة اليوم، إلى 6 آلاف و337.

وبدأت السلطات المحلية في تجميع الرفات ونقلها إلى ساحة مقبرة الشهداء في مدينة "بوتوتشاري"، شمال شرقي البوسنة، تمهيدا لدفنها اليوم في مراسم تُقام في الذكرى 20 لوقوع المذبحة، ويشارك فيها آلاف البوسنيين، إضافة إلى زعماء وقادة سياسيين أجانب.

كما توجه صباح اليوم الآلاف من البوسنيين، ومواطني دول مختلفة إلى مقبرة "بوتوتشاري"، يرافقهم أهالي الضحايا الـ 136، وقرأوا سور من القرآن الكريم وسط أجواء خيم عليها الحزن.

ويشارك في مراسم الدفن كل من رئيس الوزراء التركي "أحمد داود أوغلو"، ونائبه "نعمان قورتولموش"، ووزير الخارجية التركي "مولود جاويش أوغلو"،  ووزيرة الأسرة والسياسات الاجتماعية "عائشة نور إسلام"، إضافة إلى رئيسة كرواتيا "كوليندا جرابار كيتاروفيتش"، والرئيس السلوفيني "بوروت باهور"، ورئيس الجبل الأسود "فيليب فويانوفيتش"، ورئيس مقدونيا "جورج ايفانوف"، ورئيس وزراء صربيا  "ألكسندر فوسيتش"، إضافة إلى مسؤولين ومواطنين من دول أخرى.

 

من جهته،قال الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، في رسالة بمناسبة الذكرى العشرين لمجزرة سربرنيتشا: "نريد عالماً لايقتل فيه الأطفال، عالماً يلعب فيه الأطفال بطائرات ورقية على الشواطئ، وينامون في أحضان أمهاتهم".

وجاء في الرسالة، التي بعثها إلى البوسنة والهرسة: "كونوا على ثقة أن قلوبنا البعيدة عنكم شعرت بالمآسي التي عشتموها في ذاك اليوم، واعلموا أن تركيا استنفرت كل إمكانياتها آنذاك، من أجل تضميد جراحكم، وتخفيف آلامكم والوفاء بمسؤوليتها الإنسانية تجاهكم".

وعبر أردوغان في الرسالة، عن شكره لجميع السياسيين والمسؤولين، ومنظمات المجتمع المدني، الذين ساهموا في محاسبة المسؤولين عن مجزرة "سربرنيتشا"، داعيا في ألا تتكرر الآلام التي عاشها البوسنيون في مكان آخر من العالم.

 

وتابع: "نأمل في إيجاد نهاية للمآسي التي يعيشها أطفال كل من سوريا، والعراق، واليمن، وفلسطين، ومصر، وليبيا، وأفغانستان، والصومال وأفريقيا".

 

يشار إلى أن القوات الصربية بقيادة "راتكو ملاديتش"، دخلت سربرنيتشا في 11 يوليو 1995، بعد إعلانها منطقة آمنة من قبل الأمم المتحدة، وارتكبت خلال عدة أيام، مجزرة جماعية راح ضحيتها أكثر من 8 آلاف بوسني، تراوحت أعمارهم بين 7 إلى 70 عامًا.

وأخفق مجلس الأمن الدولي، الأربعاء الماضي، في تبني قرار قدمته بريطانيا، لإدانة جرائم الإبادة العرقية في "سربرنيتشا"، وذلك بسبب استخدام روسيا حق النقض "الفيتو".