رحيل الأعزاء
11 شوال 1436
د. خالد رُوشه

كثيرا ما نسمع انباء الموت التى تكاد لا تنقطع من حولنا في كل ساعة , و قد نتأثر بذلك , و قد نجد فى قلوبنا رقه , ورحمه .

 

 

لكننا ما نلبث ان نغفل , بل وننسي , و تلفنا دوره الحياة اليوميه , فتذهب بقيه الاثر من الموعظة و التذكره .

 

 

ان غفلتنا لتشعرنا ان مصيبة الموت ربما تكون بعيدة - مع اننا نعتقد جازمين ان كل ساعة هي ساعة استعداد للآخرة , اذ ربما اتى الموت اى احد قد حان اجله .

 

 

لكن اليوم الذي تدور فيه الدورة على الاعزاء لنا هو ولا شك اليوم الاكثر أثرا فى نفوسنا .

 

 

فقدان الاعزاء كسر فى القلوب و زلزال فى النفوس خصوصا اذا كان هؤلاء الاعزاء كراما فضلاء رحماء عبادا خلوقين , و كانوا قريبين من نفوسنا ذوي مواقف ايجابيه فى حياتنا .

 

 

يلفهم الموت , فنجد انفسنا و قد أسقط فى أيدينا من شعورنا بالتقصير تجاههم اثناء الحياة .

 

نجد أنفسنا وقد فرطنا كثيرا في حقوقهم والاهتمام بهم , ووضعهم في مقدمة الأولويات .

 

 

لقد علمنا النبي صلى الله عليه وسلم معاني الوفاء , وعلمنا معاني الصلة , ومعاني العطاء , بكل معنى يمكن تطبيقه , وصارت تلك كلها من معاني الالتزام بسنته صلى الله عليه وسلم .

 

 

أعزاؤنا الذين نعتز بهم ونعرف قدرهم يجب أن يكون لهم مقام فى حياتنا قبل ان نفقدهم .

 

نصلهم فلا نقطعهم , و نبذل لهم و نعطي كما هم يبذلون و يعطون .

 

 نتعلم منهم و نستفيد , اذ عندهم من التجربة و الخير ما يفيد .

 

نعفوا عنهم و نغفر إن هم أخطؤوا , بل يجب علينا أن نضعهم موضع الدعوة الى الله فنذكرهم بالله , و نهتم بذلك , ونصبر عليهم , ونحسن إليهم .

 

 نسعى أن نزيل هومهم , و نذهب احزانهم , و ندخل السرور عليهم كما امرنا النبي صلى الله عليه و سلم .

 

 

اعزاؤنا لهم علينا حقوق كثيرة , لا يستحق احدنا ان يقف امام نفسه وقفه رضا إلا اذا كان يؤدى تلك الحقوق ..أو يحيا المرء فقط منتفعا ؟

 

فإلى سعى نصل فيه اعزاءنا , فنؤدى حقوقهم و نضعهم فى مقدمة اهتماماتنا , قبل ان نفقدهم ..