ثلاث مراحل في تعليم الأبناء الصلاة
8 ذو القعدة 1436
د. خالد رُوشه

هناك ثلاث مراحل أساسية في طريق تعليم أبنائنا الصلاة لايمكننا أن نهمل مرحلة منها , أو نغفل عنها , أو نتهاون فيها , إذ هي مراحل مرتبطة ببعضها بعضا , كسلسلة مترابطة .

 

هذه المراحل ليست مراحل عمرية ولا زمنية , نعم بعضها يبدأ قبل بعض , لكنها متداخلة , ومتكررة , اشبه بثلاث حلقات متداخلة , وقد يسبق بعضها بعضا في الوقت في بعض الأحيان , وقد يتغير هذا الترتيب في وقت آخر , لكنها من المهم جدا أن تبقى مترابطة في ذهن الأبناء وفي السلوك التربوي للآباء .

 

المرحلة الأولى هي مرحلة التعليم :

 

 وهي أول المراحل من حيث الابتداء , وهي مرحلة مستمرة , ومتجددة , وهدفها تعليم الأبناء المفاهيم العلمية , والأحاديث النبوية , والآيات , وغيرها , وأهم ذلك تعليمهم ( مقامها من عبادات الإسلام , وقدرها -  ثوابها والأجر العظيم الذي قضاه الله سبحانه لها  -   أحكامها  الفقهية )

 

المرحلة الثانية : هي المرحلة النفسية القلبية :

 

وهي مرحلة مهمة للغاية , ويحصل فيها إهمال وتفريط شديدين من كثير من الآباء , وهي مستمرة أيضا , وتبدأ مبكرا , وهدفها ترسيخ حب الصلاة في قلوب الابناء , وتوصيل معاني كونها صلة بين العبد وربه , وتعظيم شأنها في قلب الابناء , والسعي للوصول الى التلذذ بالصلاة كعبادة إيمانية عظيمة , والمسارعة إليها , وتفضيلها على أي شأن آخر , وأن تكون لدى الأبناء دافعية ذاتية للانتظام عليها مهما كان وحده ومهما فقد من يذكره بها , ويهمنا هنا بعض الممارسات التربوية منها :

 

 - القدوة , وأقصد بها تكوين نموذج القدوة , سواء أكان تطبيقيا أو كان نظريا عن طريق الحكاية .

 - الحديث عن الصلاة كراحة نفسية , وتواصل قلبي ( في الحديث " أرحنا بها يابلال " )

 - ربط الأبناء بصلاة الاستخارة في شئون حياتهم .

 - تعويدهم دعوة أصدقائهم الصغار للصلاة , وقيامهم بدور الدعاة الى الصلاة , وتعليمهم الاسلوب الحسن في ذلك .

 - تفهيمهم معاني المسئولية الذاتية " وأن ليس للإنسان إلا ما سعى "

 

الثالثة هي مرحلة الصبر والمتابعة :

 

وهي المرحلة التي يزل فيها الكثير من الآباء , فلا يصبرون على أبنائهم , ولا يحسنون متابعتهم فيها , فإما أنهم يملون , أو يضجرون ويغضبون , أو تسوء علاقاتهم بأبنائهم بسبب عدم فهمهم لكيفية التعامل مع تلك المراحل .
ومرحلة المتابعة تشمل كثيرا من الممارسات التربوية التي لا غنى عنها , مثل  :

 

- الملاحظة , وأعني بها المراقبة الحثيثة الرقيقة لتصرفات الأبناء تجاه الصلاة , ولا يقتصر ذلك على أوقاتها فقط ولا على المحافظة على أدائها فقط , بل على ما تم تعليمه وبثه في المرحلتين السابقتين ايضا .

 

- التقويم الرفيق , وينبغي ان يحرص الآباء في تقويمهم أن يكون بطريقة مقبولة للأبناء , بعيدا عن التقليل من قدر أعمالهم , وبعيدا عن سوء الظن فيهم , أو الغضب , أو الانفعالات .

 

- طول النفس , فطبيعة كثير من الأبناء عدم الانتظام في أداء الصلاة , والغفلة عن الأوقات , والكسل عن أدائها كما ينبغي , وعلى الآباء الصبر في ذلك , صبرا طويلا , واحتساب ذلك الصبر , وعدم التأفف , وعدم أخذ الأحكام عن الأبناء , وعدم وصفهم بأي من الأوصاف السلبية , بل التقويم والتوجيه .

 

- العقاب , ويستخدم العقاب في مسألة الصلاة استخداما حكيما للغاية , لأن سوء استخدامه قد يؤدي لبعد الأبناء عن الصلاة وعدم حبهم لأدائها على المستوى النفسي , فلنحذر ذلك , ويجب ان تكون رفيقة , وغير مكثفة , ويفضل استخدام العقوبة في منع بعض المحبوبات بشكل مؤقت , ويمكن عند تكرار تعمد ترك الصلاة الضرب الخفيف جدا , ( وهذا يختص بسن ما بين العاشرة الى الرابعة عشرة فقط ) , وهو ضرب يذكر ولا يغضب ولا يضر ,

 

- الثواب , وهو وسيلة فعالة ايضا , ويجب استخدامها بحكمة كذلك , حتى لا يتجه قلب الابناء الى الإثابة المادية وتكون الصلاة وسيلتهم في ذلك , ويحسن من وسائل الإثابة الكلمة الطيبة , والتشجيع , وإظهار علامات الرضا , والتحدث بمحاسن الإبن وغير ذلك ..