أنت هنا

14 ذو القعدة 1436
المسلم ــ وكالات

عبر مسؤولون ليبيون عن خشيتهم من أن يكون نحو مائتي شخص لاقوا مصارعهم بحادث غرق قارب مكتظ باللاجئين -أغلبهم أفارقة- قبالة الساحل الليبي أمس الخميس، حينما كانوا في طريقهم إلى إيطاليا.

ونقلت وكالات الأنباء اليوم الجمعة عن مسؤول أمني في بلدة (زوارة) غربي ليبيا من حيث انطلق القارب؛ إن نحو أربعمائة شخص كانوا على متن القارب، وإن كثيرين حوصروا على الأرجح في مخزن الأمتعة حين انقلب، مضيفًا أن قوات خفر السواحل الليبية أنقذت حتى الآن أكثر من مائتي ركاب وقد تم نقل مائة وأربع وسبعين منهم إلى منشأة احتجاز للاجئين في مدينة (صبراتة) غربي طرابلس.

 

وكان مسؤول في الهلال الأحمر الليبي أعلن الجمعة انتشال 82 جثة جرفتها المياه إلى الشاطئ بعد غرق قارب مكتظ بالمهاجرين قبالة الساحل في بلدة زوارة غرب البلاد.

وقال المسؤول أن حوالي 100 شخص مايزالون مفقودين وأنه جرى إنقاذ نحو 198 مهاجرا كانوا على متن القارب المنكوب، الذي غرق يوم الخميس بعد أن انطلق من منطقة زوارة نحو سواحل إيطاليا.

وكان مسؤول أمني في زوارة، طلب عدم نشر اسمه، صرح لوكالة "رويترز" أنه كان على متن القارب عدة مئات، وأن بعضهم كانوا محصورين في مستودع الأمتعة قبل أن ينقلب القارب. وأضاف أن المهاجرين على متن القارب هم من أفريقيا وسوريا والمغرب وباكستان وبنغلادش.

وتقع مدينة زوارة بالقرب من الحدود مع تونس وتعد نقطة انطلاق رئيسية للمهربين الذين ينقلون المهاجرين إلى ايطاليا، وخصوصا إلى جزيرة لامبيدوزا القريبة.

 

من جهته، أوضح مسؤول في جهاز خفر السواحل التابع للحكومة المنبثقة عن المؤتمر الوطني العام في العاصمة طرابلس؛ إنه تم انتشال عشرات الجثث، مشيرًا إلى أن هناك عشرات آخرين مفقودون، فيما لم تتوفر معلومات دقيقة لدى الحكومة الليبية عن الضحايا، إلا أن مسؤولاً أمنيًا قال إن المهاجرين في القارب كانوا من أفريقيا وباكستان وسوريا والمغرب وبنغلاديش.

في سياق متصل، أعلمت وكالة الأنباء الألمانية في تقرير نشرته في وقت متأخر من يوم أمس؛ بأن قاربين كانا في طريقهما لأوروبا وعلى متنهما نحو خمسمائة لاجئ؛ انقلبا قبالة السواحل الليبية وسط مخاوف بمقتل المئات، لكن خفر السواحل الإيطالي -الذي ينسق عمليات الإنقاذ مع الاتحاد الأوروبي قبالة ساحل ليبيا- لم يؤكد غرق القارب، فيما صرحت  السلطات بأنه تم إنقاذ نحو ألف و(430) شخصًا في عدد من العمليات قرب ليبيا طوال يوم أمس الخميس، كما أرسلت سفينة تجارية لمساعدة قارب يحمل (125) شخصًا وتسلمت جثتين.

من جهتها، أعلنت المفوضية العليا للاجئين في الأمم المتحدة أن أكثر من 300 ألف مهاجرعبروا المتوسط منذ بداية كانون الثاني/يناير وأكثر من 2500 غرقوا في البحر أثناء محاولتهم الوصول إلى أوروبا.
   

وقالت المتحدثة باسم المفوضية، مليسا فليمينغ الجمعة 28 أغسطس إن "عدد اللاجئين والمهاجرين الذين عبروا البحر المتوسط هذه السنة يتجاوز الآن 300 الف، وصل قرابة 200 الف منهم إلى اليونان و110 الاف إلى ايطاليا"، مقابل 219 الفا في 2014.

كما أشارت المفوضية إلى أن عدد طلبات اللجوء من قبل السوريين وحدهم، بلغ 311 ألفا ما بين أبريل/نيسان عام 2011 وحتى يونيو/حزيران من هذا العام.

 

من جهة أخرى، لقي حوالى 2500 مهاجر حتفهم خلال عبور البحر موضحة أن هذا الرقم لا يشمل القتلى والمفقودين قبالة سواحل ليبيا بعد غرق مركبهم الخميس الماضي.

وفي سياق متصل بقضايا اللاجئين أعلنت وزارة الداخلية النمساوية أعلنت الجمعة أن عدد جثث اللاجئين التي عثر عليها في شاحنة بالقرب من بلدة باردنوف شرق البلاد قادمة من هنغاريا، تجاوز 70 جثة.

ولفتت تقارير إلى أن السلطات الهنغارية ألقت القبض على 7 أشخاص يشتبه بتورطهم في عملية تهريب اللاجئين في صندوق الشاحنة، وذكرت وسائل إعلام أن الأدلة الأولية تشير إلى أن المهاجرين اختنقوا داخل الشاحنة أثناء نقلهم بشكل غير شرعي.

وكان موقع صحيفة "كرونه" النمساوية ذكرت في وقت سابق الجمعة بأن الشرطة احتجزت عددا من المشتبه بهم بالتورط في هذه القضية، مشيرا إلى أن أصحاب أعمال غير شرعية لتهريب اللاجئين ربما يكونوا موجودين في رومانيا.

كما نوهت تقارير إعلامية إلى أن سائق الشاحنة كان مواطنا رومانيا، إلا أن السلطات الرومانية نفت ذلك، بحسب ما ذكرت وكالة الأنباء النمساوية.

 

من جهتها، أعلنت حكومة سلوفاكيا أن احدى الشركات في البلاد باعت الشاحنة المذكورة لشركة هنغارية وصاحبها هنغاري، بينما أشارت تقارير أخرى إلى أن مواطنا أوكرانيا يدير هذه الشركة الهنغارية منذ مايو/أيار الماضي.

ومن جانبه، صرح رئيس الشرطة المحلية هانس بيتر دوسكوزيل بأن هناك مؤشرات كثيرة تبين أن حالات الوفاة وقعت على الأرجح قبل يوم ونصف أو يومين، مضيفا أن مؤشرات عدة توحي بأن المهاجرين قضوا قبل عبور الشاحنة الحدود.