
طالب رئيس المكتب السياسي حركة "حماس"، خالد مشعل، بعقد حوار شامل يشارك فيه الجميع للتوافق على استراتيجية مشتركة لمواجهة الاحتلال والاستيطان وانتهاك المقدسات وكسر الحصار عن غزة والعمل من أجل حرية الأسرى.
واعتبر مشعل في مؤتمر صحفي في العاصمة القطرية الدوحة مساء اليوم الاثنين، أن المرحلة الراهنة تتطلب تغليب المصلحة العامة على الفئوية، من أجل قضية اللاجئين واستعادة الحقوق وتخليص شعبنا من الاعتقال والتشرد وعيشه على وطنه حراً.
كما طالب بتأجيل عقد المجلس الوطني الفلسطيني إلى حين التوافق والتحضير له بصورة صحيحة، لأن عقده سيلحق أضراراً بالقضية ووحدة الموقف الفلسطيني، مشدداً على ضرورة عقد الإطار القيادي الموحد لمنظمة التحرير، فيما أبدي استعداد حماس لعقده في أية دولة عربية.
ودعا مشعل إلى ضرورة عودة عمل المجلس التشريعي وأن تقوم الحكومة بمهامها، والتأكيد على إنجاز المصالحة الوطنية وإنهاء الانقسام وتطبيق ملفاتها المتفق عليها، وتعزيز مشاركة الجميع في القرار.
وبين أن عقد المجلس الوطني يعمق الانقسام ولن يعطي الشرعية لمنظمة التحرير التي خدمها الكثيرون، وهي وعاء الشعب الفلسطيني جميعاً، ويكون ذلك بأن يشارك فيها الجميع، لافتاً إلى أن الجسم الفلسطيني مثقل بالخلاف وغياب المرجعيات والبوصلة والاستراتيجيات والمؤسسات الجامعة، ولا خيار أمام كل مسئول فلسطيني سوى التقدم للأمام.
وتساءل رئيس المكتب السياسي: "بعد 10 سنوات من الاتفاقات، هل يعقل أن تغيّب حماس والجهاد اللذان يمثلان الجزء الأكبر من برنامج المقاومة اليوم، وما قيمة أية مؤسسة لا يحضران فيها، ولا يعقل أن يدعى أعضاء التشريعي لحضور المجلس ولا يدعون لعقد مجلسهم؟ّ".
ولفت إلى أن الحركة بعثت عريقات خلال اللقاء به في الدوحة رسالة إلى أبو مازن بأن يؤجل انعقاد المجلس الوطني لأنه يضر بالوحدة ويعمق الانقسام والبديل هو رؤية جامعة بمشاركة الجميع وأن تبدأ بانعقاد الإطار القيادي المؤقت، آملاً بأن يسمع إلى حماس والفصائل والغيورين على مصلحة الشعب.
وقال مشعل إن الحال الذي وصلت إليه قضيتنا نتيجة الرهان على مسار المفاوضات وغياب المنهج الوطني على المقاومة والانقسام وغياب المصالحة والشراكة في بناء مؤسساتنا السياسية وعدم اهتمام الوضع الإقليمي بحالنا يدعونا لأن نتوحد من أجل شعبنا وقضيتنا وتجنيب مزيداً من الانقسام والمخاطر التي تنتظرنا.
وأوضح: "أمامنا مسئولية وطنية كبيرة تجاه الأهل في الداخل والخارج والقدس والمقدسات، في ظل انشغال المحيط العربي في الدماء النازفة، فإن المسئولية تتضاعف".
وأردف مشعل: "هذا العدوان جامع على شعبنا ومقدساتنا من سرقة الأرض والاستيطان والقتل من المستوطنين لأطفالنا وعائلاتنا، وآن لنا أن ندرك حجم الطغيان الإسرائيلي على شعبنا، والحصار الظالم منذ 9 سنوات على قطاع غزة، وفرض العقوبات، والمعاناة التي يعيشها الفلسطينيون اللاجئون في الشتات".
وفي سياق آخر، حذر مشعل من تمرير مخطط التقسيم الزماني والمكاني الذي يستهدف به الاحتلال المسجد الأقصى، مؤكدا أنه أمرٌ خطير.
وتابع: "كل أرضنا مقدسة والأقصى والمقدسات المسيحية والإسلامية مقدسة، ومنذ منتصف أغسطس بدأ الاحتلال بالتقسيم الزماني، ومنع دخول المصلين من دخوله من الصباح حتى الظهر".
ودعا مشعل إلى النفير العام وشد الرحال للأقصى، لأنه لا معنى للمشروع الوطني بدون القدس والأقصى، كما دعاهم للمقاومة بكل أشكالها ضد من تجرأ على قبلتنا الأولي ومعراج الرسول عليه الصلاة والسلام إلى السماء.
وأضاف قائلاً: "إلى فتح والفصائل والسلطة، إذا لم نتوحد لأجل الأقصى فمتى نتوحد، وأدعوكم لأن نتبنى استراتيجية مشتركة للدفاع عن القدس والأقصى".
كما أكد مشعل على أن حماس لن تسمح بتمرير مخطط التقسيم وستفشله، بينما دعا الدول العربية والأردن والسعودية لتحمل مسئولياتهم تجاه القدس، في حين نوه إلى أهمية دور الأمة والعلماء ورجال الفكر بتقديم رسالتهم نصرةً للأقصى.
وبعث رسالة إلى دول الغرب قال فيها: " دول الغرب حذاري أن تمررا مخطط إسرائيل في القدس والأقصى، والتقسيم سيخلق خطراً لن يخدم الاستقرار في المنطقة، ولا تختبروا الغضب الفلسطيني والعربي".