17 صفر 1437

السؤال

أنا بنت أعمل المعاصي، أحب السهر واللبس وحتى الغيرة وحب النفس والكذب، أعيش ازدواجية.. فترة أقرأ القرآن وأصلي وأخشع، وفترة أترك الصلاة وأهجر القرآن، تعبت من نفسي، عندما أُبتلى بشيء أبدأ أصلى وعندما تمر المشكلة أرجع للمعاصي.
أندم وأبكي وأكره حالي، فقد زوَّرت شهادةً علمية للعمل بها لظروف عائلية، ولكن طلبوا مني في العمل أصل الشهادة، وأنا خائفة من حدوث مصيبة.
أخاف من نظرة عائلتي لو عرفوا ومن نظرة زملائي، أخاف من الفضيحة هل أكمل وأعمل شهادة كأنها الأصل وإن شاء الله يسترني ربى، لكن أخاف أن يكبر الموضوع ويسألون ويبحثون.. فأنا في حيرة شديدة.

أجاب عنها:
أميمة الجابر

الجواب

أيتها السائلة:
إن الوظيفة الأولى للإنسان في الحياة هي عبادة الله وحده، والعبادة تتطلب منك الاستسلام لأوامر الله تعالى واليقين بأن الله تعالى يراك في جميع أحوالك مطلع عليك، يفرح بعودتك إليه في رجوعك إلى الصلاة من جديد خاشعة، يسمع نجواك ونداءك ودعاءك، لكن الشيطان اللعين يفسد عليك هذه النعمة فسرعان ما يتدخل ويصيبك بالفتور ويحرمك من هذا الخير حتى يتدرج بك للتفريط في صلاتك والبعد عنها.
فهذا الأمر ليس عندك وحدك ولكن عند الكثير، لكن الفطن الذي يشعر عندما يوسوس له الشيطان فيستعيذ منه ويتذكر إرادته ويستعين بالله بالدعاء للتغلب عليه.
فالإيمان يزيد وينقص لا شك في ذلك، يزيد بالطاعة من الذكر وقراءة القرآن والدعاء والاستغفار والمسارعة في الخيرات والبعد عن أصدقاء السوء، وينقص عندما نبدأ ننسى الذكر وكل هذه العبادات ونتركها تدريجياً.
لكن يعجبني فيك محاسبتك لنفسك وتحديد عيوبك واعترافك بأخطائك وهذا إن دل فإنه يدل على حسن داخلك.
يقول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن القلوب بين أصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء"؛ لذلك على الإنسان أن يدعو دائما بالثبات على الإيمان والثبات على الحق.
فنصيحتي لك ترك أمر العمل الذى يبدأ بالتزوير مخافة الله عز وجل، فكيف يبارك الله في عمل قائم على التزوير؟!
وأن تتوبي من هذا الذنب، وانتهي عن ذلك الزور الذي لا يبارك الله فيه.
وأصلحي ما بينك وبين ربك..
قال الحكم عن ابن عباس: (أنه من أصلح ما بينه وبين الله أصلح الله ما بينه وبين الناس، وللعبد ستر بينه وبين الله وستر بينه وبين الناس، فمن هتك الستر الذي بينه وبين الله هتك الله الستر الذي بينه وبين الناس).