
رفضت المعارضة الجزائرية دعوات الحزب الحاكم من أجل دعم الرئيس بوتفليقة لاستكمال ولايته الحالية.
وتجاهلت أغلب أحزاب المعارضة السياسية في الجزائر، المبادرة السياسية التي أطلقها الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني عمار سعداني، يوم الأحد الماضي، والداعية إلى إنشاء جبهة سياسية وطنية لدعم سياسات الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة، معتبرةً إياها "مبادرة سياسية فارغة المحتوى لا تستحق التعليق".
وقال المتحدث باسم حركة مجتمع السلم بن عجمية عبدالله، إنّ "ما أعلنه الأمين العام لجبهة التحرير لا يعنينا لا من قريب ولا من بعيد، على اعتبار أن ما سوّق له لا يرقى إلى مستوى المبادرات الجادة والحكيمة، إضافة إلى لغة التعالي والكبر السياسي ومنطق الحزب الواحد والرؤية الواحدة الذي عودتنا عليه السلطة السياسية الحاكمة وأحزابها".
ووصف عبدالله مبادرة سعداني بأنها "تنمّ عن استصغار الطبقة السياسية والنخب والشخصيات الوطنية وكافة الفعاليات بدعوتهم للالتحاق لا كشريك حقيقي، وإنما كأدوات لتزيين ديكور السلطة والتغطية على فشلها في تسيير الشأن العام".
بدوره، تجاهل حزب طلائع الحريات، الذي يقوده علي بن فليس، رئيس الحكومة الأسبق والمنافس الأبرز لبوتفليقة في رئاسيات 2004 و2014 المبادرة، طارحاً في المقابل تقييماً متشائماً للأوضاع السياسية والاقتصادية في البلاد.
وحذر حزب طلائع الحريات من أن "طرح مبادرات سياسية فاشلة قد يسهم في تضييع مزيد من الوقت والفرص، وقد يوصل البلاد إلى تكلفة أغلى".
من جهتها، لم تتردد حركة النهضة في تأكيد استغرابها من دعوة سعداني لتشكيل جبهة لدعم برنامج بوتفليقة.
واعتبر المتحدث باسم الحركة، محمد حديبي، أنّ المبادرة لا تحتمل أي تعليق سياسي عليها، كونها مجرد محاولة للهروب من واقع أزمة سياسية يتخبط فيها النظام الجزائري.