
أكد فضيلة الشيخ الدكتور ناصر بن سليمان العمر رئيس المؤتمر العالمي الثاني لتدبر القرآن على حاجة الأمة إلى "تطبيع تدبر القرآن"، وهو "الهدف الذي تسعى إليه الهيئة العالمية لتدبر القرآن الكريم".
وقال د.العمر رئيس الهيئة في كلمته الافتتاحية للمؤتمر أن "هذا الملتقى العظيم في الدار البيضاء بالمغرب، بعد أن كان المؤتمر والملتقى الأول في الدوحة بقطر"، منوهاً إلى هذا التحرك من "المغرب إلى المشرق"، وبأن التحرك القادم سيكون "في الشمال والجنوب بإذن الله"، سعياً تحقيق "تطبيع التدبر وهو أن يكون التدبر في كل دولة وفي كل مؤسسة وفي كل بيت، لتكون أسرة مباركة، تحقيقاً لقوله تعالى { كتاب أنزلناه إليك مباركاً ليدبروا آياته وليتذكر أولوا الألباب } فلن يتحقق التذكر إلا بعد التدبر، ولم أر ولم ترون في القرآن من الآيات الشديدة إلا فيمن ترك التدبر، { أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها } ".
وأوضح فضيلة الشيخ العمر أن مشروع التدبر الذي بدأ قبل عشرة أعوام، لم يُسبق إليه على هذا النحو، حيث إنه قد جاء "تحقيقاً لحاجة ماسة، فالأمة تعيش ظروفاً صعبة واستثنائية وعلاجها من خلال تدبر القرآن الذي هو بينه وبين التفسير عموم وخصوص"، على حد بيانه.
وأضاف د.العمر أن هذا المؤتمر سيقدم لأول مرة دراسات علمية محكمة عن أعلام ومناهج المفسرين وبعض الجهود التي بذلت في الأمة من قبل، حيث سيصار إلى نشر هذه الثقافة في المناهج العلمية لحلقات التحفيظ وغيرها.
ونقل الشيخ العمر نتيجة لدراسة إحصائية عن أن الأحياء التي انتشرت فيها حلقات تحفيظ القرآن وتدبره كانت أقل الأحياء في المدن في حدوث الجرائم وأكثرها أمناً. مشدداً على أن هذه الأمة لا يصلح آخرها إلا بما صلح به أولها، والنجاة من الغلو ومصائبه يكون بتدبر القرآن الكريم.
ووجه فضيلته الشكر لأهل المغرب، مبدياً تفاؤله باسم مدينة الدار "البيضاء"، وكتاب الله نور، فـ"حبيبنا صلى الله عليه وسلم يقول: "تركتكم على البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك" ".