أنت هنا

22 صفر 1437
المسلم ــ وكالات

أكد رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، خالد خوجة، إن روسيا لم تطلق إلا بعض الصورايخ على مواقع تنظيم "داعش"، بل كان تركيزها على مواقع الجيش السوري الحر.

وقال خوجة، "لم أسمع بخسائر جدية تعرض له التنظيم في الغارات الروسية"، مضيفًا "قُتل الكثير من المدنيين في غارات المقاتلات الروسية على مدينتي الرقة (شمال)، ودير الزور (شرق)، وفي هذا الإطار قتل نحو 600 مدنيًا في عموم سوريا، منذ بدء الغارات الروسية في سوريا، منذ نهاية سبتمبر/ أيلول الماضي".

جاء ذلك في مؤتمر "ما بعد أزمة إسقاط الطائرة الروسية.. علاقات تركيا مع روسيا"، الذي أعده مركز الدراسات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التركي (SETA)،أمس الخميس، في العاصمة التركية أنقرة.
وأوضح رئيس الائتلاف السوري أنه من الأسباب الكامنة وراء التدخل الروسي في سوريا، هي معرفتها الواضحة بانهيار النظام السوري، إضافة إلى انتهاج الولايات المتحدة الأمريكية سياسية مترددة في سوريا.

وقال "خلال مدة 4 سنوات ونصف، لم تشن قوات النظام السوري، أو قوات التحالف الدولي، حرب جادة ضد تنظيم داعش"، مشددًا "روسيا كذلك لم تستهدف داعش بشكل جدي خلال الشهرين الماضيين".

وأضاف "قررت روسيا التدخل في سوريا، عقب زيارتين أجراها، قائد القوات الإيرانية في سوريا التي تساند النظام في حربه ضد المعارضة، قاسم سليماني، وذلك في شهري آب/ أغسطس، وأيلول/سبتمبر، الماضيين، حيث أوضح سليماني للروس أن النظام على وشك الانهيار".

وأردف "إيران استقدمت نحو 60 ألف مرتزق للقتال إلى جانب القوات السورية، التي تعانين نقصًا في عدد المقاتلين، وعندما لم ينجح المرتزقة في إعادة كفة الميزان لصالح النظام، استنجد بالروس"، حسب وصفه.

وفيما يتعلق باستهداف الطيران الروسي مناطق في دمشق واللاذقية، اتهم خوجة روسيا بالسعي إلى "إقامة دويلة نصيرية طائفية" في المنطقة الساحلية بسوريا، من خلال "استهداف مواقع معينة في حماة، وحمص، ومنطقة الغاب (وسط)، التي تعتبر مناطق محادية للمنطقة الساحلية، من أجل رسم حدود تلك الدويلة التي يريدها الأسد".

كما لفت خوجة أن القصف الروسي يتركز على مناطق في حلب، والمنقطة الآمنة التي تهدف تركيا في إنشاءها شمالي سوريا، موضحًا أن ريف حلب الجنوبي، محاصر من قبل المليشيات الإيرانية وقوات النظام، وأن شماله محاصر من قبل تنظيم داعش، كما أن "قوات حماية الشعب"، الجناح العسكري لـ"حزب الاتحاد الديمقراطي" الكردي، (فرع منظمة بي كا كا الإرهابية في سوريا)، تتمركز في مناطق قريبة من المدينة.

 وأضاف "في حال عدم دعم الجيش الحر، فإن مشروع المنطقة الآمنة ستتكبد أضرارًا مباشرة.. الجيش الحر يتألف قوامه أكثر من 70 ألف مقاتل، غير أن هذا الرقم غير كاف، ولا يجدي نفعًا في حماية المدنيين أمام القصف الجوي، وفي حال دعمه بالشكل المطلوب فإنه سيوفر الحماية للمدنيين، الذي من شأنه أن يخفف من موجات النزوح، ولا يسمح بانتشار التطرف".

في غضون ذلك، شنت المقاتلات الروسية غارات مكثفة صباح اليوم الجمعة على عدة بلدات في ريف إدلب (شمال سوريا) وريف اللاذقية (شمال غرب) وعلى ريف حمص (وسط البلاد) مخلفة قتلى وجرحى ودمار البيوت والمباني.

وفي درعا (جنوب البلاد) استهدفت الطائرات الروسية مدن وبلدات عدة الشيخ مسكين ونوى وطفس وإنخل والحراك وبصر الحرير وسملين والمليحة الغربية والصورة.

وتحاصر قوات النظام مدن وبلدات الغوطة الشرقية منذ نحو ثلاثة أعوام، وتقصفها بشكل يومي، مما تسبب في تدهور كبير للأوضاع الإنسانية فيها.