" أم الزوج " .. ما لها وما عليها
23 رجب 1437
أميمة الجابر

لا نستطيع سوى أن نقدم اعتذارا عن أفكار مجتمعنا والنظرة التي ينظر بها الى أم الزوج " الحماة " ..

 

 

 

 هذه الأم التي ربت أبناءها من عمرها وصحتها , وبعد أن أنهت رحله كفاحها وأدت رسالتها , وقدمت لهم كل معاني التضحية , لم تجد نهم سوى سوء الظن , ومشاعرالتحدي لكل ما تريد , وصوروها وكأنها أصبحت نموذجا قاهرا متجبرا متسلطا .
هذه هي الصورة التي رسمها لها المجتمع في وقتنا الحالي , عبر ثقافة غريبة عن هويتنا تتوارثها الأجيال , شوهت معها صورة تلك الأم الكريمة , وكيلت لها الاتهامات , وسيء بها الظنون !

 

 

 

ليس علينا تجاه هذه الام إلا أن نصلح ذات بيننا وبينها , فنقدم لها عهود الصلح , ونعرفها ماذا يجب عليها تجاه من تعيش معهم وما لها من حقوق عليهم .

 

 

 

وحول حقوقها بالنسبة لأولادها ..

 

 

فإن الأم بعد كبرها تحتاج من أولادها خاصة بعد زواجهم الرعاية , فربما الأبناء يلتهون في مشاكل الحياة وهموم المسؤولية , ولكن عليهم - كما يقدمون لأولادهم الرعاية - فلا ينسوا أبدا آباءهم وأمهاتهم من هذه الرعاية .
وكما يقدمون العطف لأبنائهم , فإن لآبائهم وأمهاتهم نصيبا من هذا العطف .

 

 

 

وكما يسعون في خدمة بيتهم الجديد وتزيينه وتكميله , فلا ينسوا البيت الأول الذي فيه تربوا.

 

 

ليحذر الابن تفضيل الزوجة على الأم , فإن كان قلبه يميل لزوجته فليكتم هذا , بل وليظهر أمام الأم أنها هي المقدمة في قلبه , وفي نفس الوقت لا يشعر زوجته بذلك حتى لا يتغير قلبها من والدته .

 

 

وعليه السؤال عنها دائما وزيارتها كثيرا , وإن تعذر الذهاب إليها في بعض الاحيان , فمن الضروري الاتصال عليها والسؤال عن طريق الهواتف لأنها تنتظر هذا الاهتمام وتحزن كثيرا عن الإهمال .

 

 

 

وعليه ان يتذكرها بهدية مناسبة مما في مقدوره من حين لآخر فإن ذلك يسعدها ويدخل على قلبها السرور .

 

 

 

وعليه إشعارها بأنه دائما محتاج إليها ومحتاج لرضاها وطلب دعائها باستمرار ..

 

 

ولو تحدثنا عن زوجة الإبن .. فإن عليها الكثير لأم زوجها بأن تعاملها معاملة أمها فعلا , مقدمة إليها الحنان والحب والعطف والعطاء , وكذا عليها السلام والإكرام وحسن الضيافة والبشاشة والابتسامة عند اللقاء .

 

 

 فابتسامتها لها صدقة كما وضح لنا رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم أن الابتسامة تعطي صاحبها أجر الصدقة لأهميتها في ترقيق النفوس والقلوب , وعليها أن تلتمس العذر لأم زوجها , وعليها مساندتها عند كبرها والاهتمام بها في مرضها والوقوف معها وقت الشدة .

 

 

 وعلى الزوجة أن تدفع زوجها دائما لبر أمه وأبيه , وتعينه على ذلك بالأفكار الطيبة .

 

 

ولتحذرأساليب المكر ضد والديه لأن الله تعالى يعلم السرائر ويعلم ما في الصدور , ولها أيضا أن تستقبل السيئة بالحسنة وتعفو وتصفح لمن أساء إليها منهم , ذلك لوجه الله تعالى .

 

 

ولا تنتظر الأجر في الدنيا من الخلق , ولكن تنتظر الأجر في الآخرة من الله عز وجل.

 

 

من جانب آخر فإن على أم الزوج حقوقا هي الاخرى يجب أن توفي بها ..

 

 

 

فلابد أن تعدل في الحب والمودة بين زوجات أبنائها , وتعدل في الحنان والعطاء بين أحفادها حتى في توزيع الابتسامات ..

 

 

 

 عليها الرأفة مع من تعيش , والرحمة والتسامح والعفو وحسن الظن والتماس الأعذار , ولا تتحد مع بناتها ضد زوجة ابنها .

 

 

 

ولابد من تصحيح هذه الصورة التي رسمها الناس والمجتمع عنها وتغييرها بحسن عشرتها .

 

 

 

فزوجة ابنها تركت بيت أبيها وأمها باحثة عن بديل لما كانت تعيش فيه من الحب والحنان , فإن وجدت عكس ذلك فكيف ستكون الحياة بالنسبة لها ؟

 

 

 

ولتعلم أم الزوج إنها عندما تزرع الخير والحب ستحصد ما زرعت , وأن رضاها على ابنها وزوجته سيزيد سعادة البيت بل يملؤه بالبركة .

 

 

 

فلتحرص على أن يكون وجودها خفيفا محبوبا و لتترك اثرا حسنا ومكانة باقية محبوبة ..