فرصة للنساء في رمضان
20 رمضان 1437
أميمة الجابر

وها قد مضىت  أيام  رمضان , هذا الشهر الذي تفتح فيه أبواب الجنة وتنزل الرحمات على الخلائق وتصفد فيه الشياطين , فأوله الرحمة وأوسطه المغفرة وآخره العتق من النار .

 

 

بعض النساء تعلم قدر هذا الشهر وكثير منهن تضيعه مثل باقي الأيام !

 

 

يقول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم " يا معشر النساء تصدقن فإني اريتكن اكثر اهل النار " وفي رواية لمسلم " تصدقن وأكثرن الاستغفار " .

 

 

قال أهل العلم : إنما كان النساء أقل ساكني الجنة لما يغلب عليهن من الهوى والميل إلى عاجل زينة الدنيا , والتزين بها ولها .

 

 

وقد يكون هناك بعض الأخطاء الهامة قد تقع فيها المرأة في حياتها اليومية وقد تعتقد أنها أمورا عادية , لكنها قد تهوي بها وهي غافلة , لهذا فلابد أن تنتبه لها وتحاول تركها والبعد عنها حتى تفوز وتكون من عتقاء هذا الشهر ,, ومن هذه الأخطاء :

 

 

عصيان الزوج , فعن ابن عمر رضي الله عنهما قال صلى الله عليه وسلم " اثنان لا تجاوز صلاتهما رؤوسهما , عبد آبق من مواليه حتى يرجع إليهم , وامرأة عصت زوجها حتى ترجع " وفي رواية لابن ماجة " وامرأة باتت وزوجها عليها ساخط "

 

لذا يجب على المرأة ان تخاف الله تعالى وتدرك ذلك وتقوم بحقوق زوجها , يقول شيخ الإسلام ابن تيمية في بيان عظم حق الزوج : " وليس على المرأة بعد حق الله ورسوله أوجب من حق الزوج " .

 

 

وسؤال المرأة زوجها الطلاق في غير بأس , قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " أيما امرأة سألت زوجها طلاقا في غير بأس فحرام عليها رائحة الجنة " , وكلمة حرام عليها أي ممنوع عنها .

 

 

 فلتتق الله كل زوجة في هذا الشهر الكريم ولتغير من نفسها وتصلح ما بينها وبين زوجها وتحاول أن تتواضع وتتنازل بعض الشيء ابتغاء وجه الله تعالى وتجعل من رمضانها هذا صفحة جديدة بينها وبين زوجها .

 

 

والتبرج , فعن ابي هريرة رضي الله عنه قال صلى الله عليه وسلم " صنفان من اهل النار لم أراهما , قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس , ونساء كاسيات عاريات مميلات مائلات , رؤوسهم كأسنمة البخت المائلة , لا يدخلن الجنة , ولا يجدن ريحها , وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا " رواه مسلم .

 

 

 فكان من عواقب التبرج شيوع الفواحش , وقد تهدمت الاسرة وتفككت وأدي ذلك الى انهيار خلقي شامل ..

 

 

فهلا تذكرت المرأة أن رمضان ذلك قد يكون آخر رمضان لها في هذه الدنيا فعليها أن تعود وتنتهي فالله تعالى يدعو إلى هذه العودة منها ولا تسويف ولتبدأ ..

 

 

ايضا من الأشياء الغائبة عن أذهان النساء غياب الرفق , الذي ما كان في شيء إلا زانة , وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : ) عُذّبت امرأة في هرّة ، سجنتها حتى ماتت ، فدخلت فيها النار ؛ لا هي أطعمتها ، ولا سقتها إذ حبستها ، ولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض ( متفق عليه.

 

 

 فلتحاول المرأة أن تتصف بالحنان والرفق وتبتعد عن الشدة والغلظة فهذه الصفات بعيدة كل البعد عن صفات النساء المسلمات .

 

 

اما أذية الجيران , فعن ابي هريرة رضي الله عنه قال قيل للنبي صلى الله عليه وسلم  " يا رسول الله إن فلانة تقوم الليل وتصوم النهار , وتفعل الخير وتتصدق , وتؤذي جيرانها بلسانها , فقال صلى الله عليه وسلم : لا خير فيها هي من أهل النار " فالدين المعاملة , وفي افضل الشهور يجب أن يكون أفضل المعاملة بين الناس وخصوصا بين الجيران , فإكرامك للجار اكرام لنفسك .

 

 

قد جاءنا الشهر العظيم , فحفظ اللسان فيه من النعم الربانية, فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم " إن العبد ليتكلم بالكلمة ما يتبين ما فيها يزل بها النار أبعد ما بين المشرق والغرب " وقال صلى الله عليه وسلم " اتقوا النار ولو بشق تمرة فإن لم تجد فبكلمة طيبة " .

 

 

فلتسارع كل مسلمة بالصدقة فقوله صلي الله عليه وسلم ( تصدقن ) أى كن ايتها النساء أهل كرم و إنفاق و سخاء فلا تبخلن إحداكن , و اتقين النار ولو بشق تمرة .

 

 

 ولتنتبه للذنوب التي يقع فيها البعض كالغيبة والنميمة , كثرة القيل والقال والفتنة وكثرة الكذب والغيرة والحسد والحقد وعقوق الوالدين , وإهمال الصلاة , والخيانة الزوجية , وغيرها من الذنوب .

 

 

رمضان شهرنا للتوبة والاستغفار , وفرصة لنا جميعا للفرار إلى الله والنجاة من النار , يقول الله عز وجل " والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا الله ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون "