25 ذو القعدة 1437

السؤال

أنا امرأة متزوجة كنت قد تركت العمل بعد الزواج والآن حصلت على فرصة عمل جيدة براتب كبير كمهندسة كمبيوتر، زوجي موافق على عملي، أنا ألتزم بالضوابط الشرعية في العمل، أرتدي الحجاب الكامل ولن أختلط بالرجال، وسأكون في مبنى خاص بالنساء فقط، والهدف من عملي أحب أن أفيد مجتمعي، وأتصدق بجزء من راتبي، وأشارك في الأعمال الخيرية، أيضا أريد أن أحصل على المزيد من الخبرة في مجال هندسة الكمبيوتر، فهل الأفضل لي أن أخرج للعمل أم أقر في بيتي؟ أنا في حيرة؟

أجاب عنها:
أميمة الجابر

الجواب

الابنة السائلة.. أشكرك شكرا كثيرا ففي رسالتك شعرت بالخير الجميل عندك وسعة الأفق..
أما بالنسبة لعملك وخروجك، فلاشك أنك ذكرت إيجابيات كثيرة في عملك، ككونه بعيدا عن الاختلاط والمعاصي، وكونك ملتزمة بالحجاب الشرعي، وكون عملك يرضي زوجك وغيره مما تفضلت بذكره..
هذه كلها إيجابيات طيبة تجعلني أرى عملك مقبولا، خصوصا إذا كنت ستستفيدين منه وتفيدين غيرك..
لكن على الجانب الآخر، فإن هناك رؤية مؤثرة ومهمة يجب ان نقيمها تقييما متكاملا.
فهناك من السلبيات مايجب النظر إليه بدقة:
فإن من أضرار العمل لكل متزوجة خروجها وتركها بيتها وأولادها لأن العمل يأخذ وقتاً كبيراً من اليوم، ولا شك أن هذا سوف يكون على حساب (بيتك – زوجك – أولادك –صحتك) لأنك ستجهدين، كل يوم في صراع بين العمل والبيت ومتطلبات كل منهما لاستيفاء حقه.
فإذا كان عملك لا يؤثر على تأدية حقوق زوجك، والاهتمام به، ولن يؤثر على أولادك خاصة بتركهم الوقت الطويل دون رقيب ورعاية، فلا بأس من العمل إذا استوفى الشروط الشرعية التي ذكرتيها وهو الالتزام بالحجاب الكامل وعدم مخالطة الرجال وإذن الزوج، والعمل فيما هو نافع صالح.
كذلك إذا كان من أهداف الخروج للعمل الحاجة للمال لتوفير الاحتياجات الضرورية، فعندئذ هذا حقك، مع وجود الضوابط الشرعية المذكورة سابقا.
أما إذا كان العمل للأهداف التي ذكرتيها في رسالتك وتريدين تحقيقها فذلك شيئ حسن لكن لابد أن تعلمي أن زوجك وأولادك هم ثمرة السنين، يجب وضعهم في البند الأول والاعتبار المتقدم لهذا القرار.
لذلك فأنصحك أن تعطي لنفسك فرصة مؤقتة للعمل كتجربة تطبيقية، فإن تيسرت لك الموازنة بين مسئولياتك والبيت والعمل فتوكلي على الله وأكملي، وإن وجدت أن العمل يطغى على شؤون بيتك وحياتك فالجلوس في البيت أولى.
وقبل كل ذلك استخيري الله في قرار عملك، وتداولي كل خطوة مع زوجك، واستشيري بعض النساء العاملات من الطيبات الصالحات الصادقات في نصحهن، فإنه ما خاب من استخار الله واستشار المخلوقين.