3 محرم 1438

السؤال

أنا فتاة تقدم لي شاب حافظ لكتاب الله وبسيط لكن أهلي رفضوه بسبب اختلاف الجنسية، كانت ابنة خالته الوسيط بيننا، وبالتدريج أصبحنا نتحدث عن طريق الهاتف حتى أحببته، وكنت أبكي أعلم أن هذا خطأ وأنني أعصي الله، اتفقنا ألا ينتظرني ويذهب ليتزوج، وانقطعت عنه أسبوعا، فعلا تم عقد قرانه، لكن بعد أسبوع آخر وجدت أن حالتي تزداد سوءاً، أفكر فيه في الصلاة وأفكر فيه عندما أقرأ الرسائل التي كانت بيننا، وأبكي، وأدعو الله أن أنساه، تحدثت معه عدة مرات بعد زواجه، وقررت البعد عنه لأنني وضعت نفسي مكان زوجته، أشعر بالذنب، كيف أستخفي من الناس ولا أستخفي من خالقي، كيف أنساه؟

أجاب عنها:
أميمة الجابر

الجواب

الابنة السائلة..
التقوى مراقبة الله سبحانه في السر والعلن، وضبط النفس على منهج الله سبحانه وأمره ونهيه..
وأنت قد عصيت ربك سبحانه بهذه الأفعال، ولا مناص سوى التوبة والاستغفار، والبعد عن الذنب والانقطاع عنه تماما.
جانب آخر أود بيانه لك، لكن ابتداء دعيني أحمد فيك لومك لنفسك على الذنب وسعيك نحو التوبة منه، فالشعور بالذنب ومراقبة الله تعالى دائما هذا هو الفرار الأكيد لله تعالى وهذا هو الطريق لمرضاته سبحانه، لكن ليس معنى ذلك أن شعورنا بالذنب يجعلنا نيأس من رحمة الله تعالى فهو سبحانه الكريم يكرمنا بعفوه وغفرانه وينتظرنا ويفرح بتوبتنا عندما نعود إليه.
وعندي عدة ملاحظات:
أعتقد أنك توهمت أنك أحببت هذا الشاب وهماً، وكان هذا الوهم من جانب واحد على الأغلب، لأنك بمجرد اتفاقك معه على الابتعاد وقولك له أن يذهب ولا ينتظرك في خلال أسبوع فقط قام بالارتباط والزواج.
أنني أقدر له عدم استمراره في علاقة خاطئة، لكن! ارتباط ينتهي في أسبوع؟! معنى ذلك أنه كان عارضاً كأي عارض، وأنك كنت واهمة، وأن الشيطان قد سول لك الخطأ، وعندما وجد هذا الشخص أن الأمر غير ميسور ذهب وبحث عن أخرى بكل سهولة وفي أسرع وقت.
أما أنت فتعيشين على أطلال كالرمال ليس لها أساس، وضعت نفسك تحت قيود من سراب!
لقد أكرمك الله باليقظة فلابد من الإرادة القوية لكي تعودي كما قبل معرفته.
ولذلك عليك مسح كل رسائله من هاتفك، واطمسي كل شيء يذكرك به وغيري رقمك حتى لا يستطيع الوصول إليك، فهو الآن متزوج ويعيش في بلد غير بلدك.
ادعي اللهَ كثيراً أن يذهب همك ويفرج كربك، حاولي أن تشغلي نفسك بأشياء مفيدة كعمل مثلا، أو مساعدة والدتك في عمل البيت، أو قراءة بعض الكتب المفيدة حتى لا تضعي نفسك فريسة للتفكير.
اقطعي كل علاقة بينك وبين ابنة خالته حتى لا تعطي لك أخباراً نهائياً عنه، ولا تنقل أخبارك له، الماضي كان صفحة في حياتك يجب طيها.
أما أبواك أصحاب الخبرة والرأي الصحيح كانوا على حق، فهم أكثر الناس خوفاً عليك، ويتمنون لك السعادة من قلوبهم، فهم ليسوا مخطئين في قرارهم وفي رفضهم.
ابدئي حياة جديدة، ادعي اللهَ تعالى أن يخلف عليك بزوج صالح، فالله قريب مجيب الدعاء.