كيف تسعد زوجتك ؟
1 ذو القعدة 1437
أميمة الجابر

كلنا يبحث عن البيت الهادئ المطمئن , والسعادة الزوجية الكاملة , لكن هذا البيت وتلكم السعادة لا تحقق بمجرد الأمنيات , فلكل واحد من الزوجين دور مهم في بناء صرح السعادة وقصر الأحلام  ..

 

 

البعض من الكتاب يلقون اللوم على المرأة وتقصيرها تجاه زوجها , وعدم إهتمامها بنفسها وبيتها وو الخ

 

 

وكذلك حالنا مع كل أسف دائما نتحدث عن الزوجة ونلقي عليها اللوم والعتاب , نوجه إليها الاتهام عند أي قلق في المنزل , ناسين آلامها وعناءها وجهدها الدائم مع ضعف في بنيتها ورقة في مشاعرها ..

 

 

 ذلك الذي شعر به نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم فكرمها من أجله , ورفع قدرها وقال : "إستوصوا بالنساء خيرا " .

 

 

نريد إلقاء الضوء في هذه المرة على دور الزوج وكيف يستطيع أن يقدم جهده ليسعد زوجته ؟ .. هذا إن كانت عنده إرادة مخلصة لذلك !

 

 

كل زوج يعرف جيدا الطريقة المثلى ليدخل على زوجته السرور , ويعلم جيدا ما الذي يحزنها , لكننا نريد تذكيره ببعض الأشياء ربما تكون خافية عليه ..

 

 

فمما يسعد الزوجة أن تشعر أن زوجها يقدر مجهودها وتعبها ودورها المبذول ليلا ونهارا  , فلماذا لا يصارحها بذلك , مقدما لها كلمة شكر وامتنان على عطائها معه , ومع أولاده , فإنه من لا يشكر الناس لا يشكر الله ؟!

 

 

على الزوج تقدير زوجته أمام الناس , ففي بعض المناسبات التي تجمع الأسر لا بأس بأن يتحدث عنها بكلمة طيبة ترفع من روحها المعنوية أمام أهلها وإخوانها وأخواتها فهو لا يعلم , مدي تأثير ذلك داخلها .

 

 

وكثيرا ما تسعد الزوجة عندما يثني الزوج على أسرتها , والديها وإخوانها ويذكرها بأعمالهم الإيجابية , ولا يستخف بأي جميل يقدمونه في حقه أو حق زوجته بل يصنع من القليل كثيرا , ذلك فن آخر ..

 

 

تفرح الزوجة أيضا عندما تجد من الزوج الرعاية والاهتمام , خاصة عند مرضها أو شكواها , وهي فرصة مناسبة يمكن للزوج إستغلالها لكسب ود زوجته ومحو ما كان بينهم من عتاب أو خلاف في وجهات النظر .. إن كلمة طيبة مع كوب من مشروب دافئ ورعاية طبية بسيطة تصنع المعجزات في قلب الزوجة ..

 

 

 

إن مما يسعد الزوجة , ويجعلها راضيه عن كل ما بذلت طوال سنين عمرها , هو ألا ترى في عين زوجها انعكاسا لكبر سنها , أو أثرا سلبيا  لتقدم الايام بها , بل عندما يخبرها أن روحها تزداد جمالا وبهاء يوما بعد يوم , وأنه يرى تلك الخصلات البيضاء في شعرها كأنما خصلات نور , وتلك التجاعيد في وجهها يراها كعلامات تشهد بوفائها له على مر الزمن ..  هكذا أقترح عليه أن يعبر لها فتدخل تلك التعبيرات قلبها بلا استئذان .

 

 

 

وعندما يعينها ويساعدها بشيء ولو قليل من جهده في يوم شاق , فالحنان والرفق والرحمة من الزوجين مفتاح للسعادة بينهم , وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يكون في مهنة أهله ..

 

 

 

ما أجمل الفرحة التي تشعرها الزوجة عندما يتذكرها الزوج بهدية ولو زهرة بسيطة يقدمها إليها , فالهدية من الزوج عنوان المودة  , وتزرع المحبة , كما قال صلى الله عليه وسلم " تهادوا تحابوا "

 

 

وتستقر الحياة بين الزوجين عندما تجد الزوجة من زوجها الوسطية في الإنفاق على بيته وأولاده , فلا يبخل عليهم ولا يسرف , فالبخل يفسد التربية النفسية للابناء والزوجة ويفسد العلاقات , والإسراف يضيع الفرص ويعرض الاسرة للضياع ويعلمهم عدم تحمل المسئولية ..

 

 

وتنتبه الزوجة جيدا وتشعر بقيمتها عند زوجها عندما تجده مهتما بها , فهل إشترت ما تحتاجه من ملابس للصيف أو الشتاء ؟ هل نظر لحذائها جديدا أم اصبح قديما ويجب تغييره ؟ هل تفقد لوازمها أم اهتم بأولاده ونفسه وإحتياجاتهم ونسي النظر إليها ؟

 

 

وتحقق الزوجة حلمها عندما تجد من زوجها ما كانت تتمنى , رجل يعرف ربه , يهتم بصلاته , خلوق , محبوب من جيرانه وأهله , ناجح في عمله , مرب جيد لأولاده , رفيق بهم وبها , يعلم متى يستخدم الشدة ومتى يستعمل اللين , يقلل خلافاته مع الأولاد ويحاول مصاحباتهم ويتحاور معهم بدلا من التشدد والصوت العالي طوال اليوم الذي يؤدي إلى تشنج الأجواء .

 

 

كذلك فهي تشعر بكيانها ومكانتها الرفيعة عندما تشعر من زوجها عند غضبه باحترامها وعدم إهانتها بالسب وغيره , عندما يكون حبه لها أقوي من الغضب , وكرامتها في عينه أعلى من ارتفاع صوته , وما بينه وبينها لا يهدمه العتاب , بل يزيد من حبه لها وحبها له .

 

 

 

تسعد منه عندما يعينها على بر والديها , وصلة رحمها , وفعل وتقديم الخير والمساعدة لمن يريد ويحتاج المساعدة , فتشعر أنه رجل الخير الذي أهداه الله تعالى لها .

 

 

 

وعندما يشاركها في اتخاذ القرارات الخاصة بالأسرة ويحترم رأيها ويحترمها أمام أولادها , ويطلب من أولاده احترام أمهم , وتفرح عندما تجد منه الوفاء وعدم إطلاق النظر , فإطلاق النظر من أكثر ما يؤلم مشاعر الزوجة , خصوصا هؤلاء الذين ينبهرون ببريق السموم من النساء المتبرجات , فيشعل فتيل الغضب بداخلها , ويقلل معاني الوفاء .

 

 

ما أجمل الجو الهادئ بالبيت , جو يجمع فيه الزوج زوجته وأولاده لصلاة, أو نصيحة يقدمها لهم , أو تذكيرهم بأذكار الصباح والمساء او تذكر نعمة من نعم الله تعالى عليهم , فيزرع معاني التقوى ويبث فيهم نورانية الإيمان .