16 ذو الحجه 1437

السؤال

أنا متزوجة يوم عيد الفطر من رجل مطلق ولدية ثلاثة أبناء، أكملت معه يومين فقط، وبدأنا نجهز للسفر، بعد ذلك ظهر على زوجي التعب، يشعر بحرارة في صدره كلما اجتمعنا سويا، أو كلما دخل البيت، فخرج من بيتي وتركني، ذهب لمشايخ بالرياض قالوا ربما حسد أو نِفس، فذهب بعد ذلك لأهلي يبكي ويشتكي عما حل به وأن ذلك خارج عن إرادته ويريد أن يردني معه، لكنه مازال يعاني مما هو فيه، هل أصبر حتى يكمل علاجه القرآني أم أطلب الطلاق منه، مع العلم أنه رجل صاحب دين ويحافظ على صلاته ولا ينقصه شيء، فهل الحسد والنفس هذه تخرج بالقراءة؟ وهل هذا الأمر يزيد عن شهر؟ أنا في حيرة

أجاب عنها:
أميمة الجابر

الجواب

الابنة السائلة.. لدي بعض الأسئلة أرجو أن تجيبي نفسك عليها:
ماذا يحدث إذا تزوجت امرأةٌ رجلاً صحيحاً ثم حدث له حادث أدى مثلا إلى بتر احد أعضائه؟ هل تطلب الطلاق منه؟؟
ماذا يحدث لو تزوجت امرأة رجلا غنيا ثم دارت الأيام عليه وافتقر هل تطلب الطلاق منه لأنها تعودت على عيشة الثراء ولا تستطيع أن تعيش معه عيشة الفقراء؟
ماذا يحدث لو تزوجت امرأة زوجا واتفقا أن يعيشا في البلد والمكان الذي يعيش فيه أهلها ثم شاءت الظروف وجاء للزوج فرصة عمل بعيدا عن هذا المكان هل تترك الزوجة زوجها لأنها لا تريد البعد عن أهلها؟ أم تصاحب زوجها في السفر؟
الزوجة العاقلة الأصيلة كما يقولون هي التي تعيش مع زوجها على السراء والضراء، تصبر عليه إذا مرض، ومهما طال المرض، تصبر عليه إذا افتقر، وتأخذ بيده وتعينه بكل ما تستطيع، تعيش معه مكان ما يعيش، مكان ما يعمل.
أما بالنسبة لمشكلتك فما حدث لزوجك كان بعد ثلاث أيام من الزواج، بمعنى أصح أنك واصلتي شهرا واحدا في هذه المشكلة كما فهمت من رسالتك، هل شهر واحد يكفي لكى تطلبي من زوجك الطلاق؟ مع العلم أنه رجل طيب وصاحب دين وخلق يحافظ على صلاته ولا ينقصه شيء وهذه شهادتك له.
عليك بالصبر حتى تمر هذه المرحلة لزوجك والذهاب إلى العلاج الطبي وكذلك بالرقى الشرعية الثابتة من كتاب الله، وملازمة أذكار الصباح والمساء لك وله.
أخرجي الصدقة على قدر المستطاع "داووا مرضاكم بالصدقة".
جددي من حالك وحاولي الظهور أمامه دائما بشكل جديد جذاب.
جددي رائحة البيت الذي تعيشون فيه معا بالرائحة الطيبة (معطر جو أو بخور) فالمكان المعطر تخرج منه الشياطين.
مداومة قراءة سورة البقرة في المكان وبعض سور القرآن الكريم الأخرى، الإكثار من الدعاء لله تعالى بأن يرفع عنكم البلاء والهم والكرب ويؤلف بينكم، وهو على كل شيء قدير.
أما إذا استحالت الحياة وطال الوقت ففوضي أمرك لله واستخيري واستشيري قبل الانفصال عسى الله أن يخلف عليك ويخلف عليه.