19 ربيع الثاني 1438

السؤال

أخي الصغير يدرس في الصف الثاني الابتدائي عمره تقريباً ثمان سنوات. مشكلته تتمثل أنه شخص خواف وحساس وغير اجتماعي.
أخي لديه صعوبة في النطق، وهو أصغر الأبناء والأخير، نحبه ونعطف عليه، حاله كحال أغلب الأطفال من ناحية إجابة طلباته أو رفضها. دائماً يقول أنا كبير. أو متى أكبر وأرى أن أمي - حفظها الله - حريصة عليه بشدة وتقلق عليه بشكل كبير وأعتقد هذا لا يعطيه الثقة بنفسه. وفي اعتقادي أن خوفه وحساسيته وعدم اجتماعيته تكمن في سبب، وهو أن أبي شديد، وقاس، وشخصية مهابة من أمي وبقية إخوتي.
حتى إن أخي الصغير إذا بدأ أبي بالصراخ إما أن يهرب أو يسد آذانه، وإن حصلت أحياناً مشكلة تجده يحاول إسكاتنا.
تكلمنا مع أبي من هذه الناحية لكن دون فائدة لأن أبي طبيعته عصبي ويرى أنه دائما على صواب.

أجاب عنها:
د. خالد رُوشه

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد

فإن المرحلة العمرية التي يمر بها أخوك هي مرحلة عمرية حساسة للغاية، وأمدح فيك اهتمامك به في تلك المرحلة، فكثير من الأهالي يهملون أبناءهم فيها.

 

وشخصية الأبناء تتكون عبر العديد من المواقف المؤثرة من حولهم، مع تأثيرات البيئة المحيطة بهم، والقيم التي يتلقونها.

 

وقد يكون للبيئة الاجتماعية التي تحيط بهذا الصبي أثر في تلك الصفة التي تشكو منها، باعتباره الأصغر في الأسرة، وباعتبار شدة خوف الوالدة عليه وهكذا.

 

أضف لذلك ما ذكرته من قسوة الأب وشدته وصراخه وغيره، وهو عنصر مؤثر سلبا في شخصية الأبناء خصوصا إذا كانت نفوسهم رقيقة وحساسة ومستعدة للتخزين والتأثر.

 

كونه يعاني من صعوبة النطق ربما من أهم أسبابها صرخات الأب أو عقوباته في المواقف المختلفة مع عدم قدرة الولد على التنفيس عن نفسه أو الدفاع عنها..

 

لست أسلم لك في تشخيصك لمعاناة الولد، وأرى أن شخصيته التي هي في طور التكوين يمكن التأثير فيها إيجابيا كما يمكن علاج ما منه يشكو، وأرجو أن تتابع معي عدة نصائح هامة كالتالي:

- يجب تفهيم الوالد أن صعوبة النطق غالبا من نتيجة قسوته وشدته عليه، وأن عليه علاج ذلك بالاهتمام به والإحسان إليه والعطف ومنع هذا الصراخ تماما.

 

- يجب إشعار الصبي بالأمان، فلا يتواجد في أوقات المشكلات الأسرية بين والدك ووالدتك، ولا في مواقف الغضب ولا غيرها..

 

- بث الثقة فيه طريقة علاجية إيجابية أيضا، عن طريق أداء بعض المسئوليات الصغيرة والتي يمكن أن تتدرج صعوبتها خطوة خطوة.

 

- التشجيع عامل مؤثر، مع إظهار إيجابياته، والنصح الخاص سراً في سلبياته.

 

- عرض الصبي على طبيب للمخاطبة وترتيب عدة جلسات علاجية له ستعينه على تخفيف صعوبة النطق، وهي خطوة مهمة في هذا السن الصغير.

 

- من المهم التعاون مع المعلمين والأخصائيين في المدرسة لدعمه نفسيا وعلميا والاهتمام به.

 

- مراعاة اهتماماته وهواياته ومساعدته في التميز فيها..