أربع خطوات .. لمن أراد حق البر بوالديه
11 ربيع الثاني 1438
د. خالد رُوشه

لست في حاجة للحديث عن أهمية بر الوالدين ولا كون برهما فرضا واجبا على كل مؤمن ، لكننا بحاجة ماسة ولاشك أن نصف خطوات عملية للسير في طريق البر بهما ، ذلك الطريق الموصل للفضل والخير كله ..

الخطوة الاولى :

وهي خطوة قلبية ، يقوم فيها المؤمن بتنقية قلبه تجاه عمل البر بإخلاص عمل البر بوالديه لله سبحانه ، فلا هو يقوم به رياء وسمعة ، ولا هو يقوم به ليؤدي عملا عرفيا لازما ، أو لكونه يستحيي من الناس أن يلومونه على إهمالهما أو حمية اجتماعية أو غيره

بل بر الوالدين عبادة إيمانية قلبية عظيمة ، بل هي من أهم أولويات الحياة لكل امرىء مؤمن ، ففي الصحيح عن عبد الله بن مسعود  : سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم : أي الأعمال أفضل ؟ قال : " الصلاة لمواقيتها . قلت : ثم أي ؟ قال ثم بر الوالدين . قلت ثم أي ؟ قال : الجهاد في سبيل الله " أخرجه البخاري

الخطوة الثانية :

وهي خطوة نفسية ، يؤدب فيها المرء نفسه على بر الوالدين ، فيذكرها بحقهما عليه ، ويذكرها بمقدار عطائهما له وبذلهما من أجله ، ويعدها لتحمل المشاق في برهما في كبرهما .

ويدربها على ألا تتأفف في وجههما ، بل يصبر نفسه ، ويدربها على التواضع لهما والحلم معهما ، والتسامح مهما غضبا عليه أو تعديا في الحديث أو السلوك ..

قال يزيد بن أبي حبيب : " إيجاد الحجة على الوالدين عقوق" : أي الانتصار عليهما بالكلام .

و قال الحسن البصري لرجل : تعشَّ العشاء مع أمك وتؤانسها وتجالسها فتقرُّ بك عينُها أحب إلي من التطوع ..

الخطوة الثالثة :

التدريب على الفهم الصحيح للبر , فليس البر مجرد كلمات تقال او اعمال مفردات تعمل , بل إنه قيمة يجب أن ترسخ في القلب والعقل  للمؤمنين , ومبدأ يجب أن يغرس في صدورهم , فيستمر عبر الايام بغير انقطاع , ويزيد قدره كلما زادت حاجتهما له .

الخطوة الرابعة :

التدريب على أنواع البر ، فإن البر ينبغي ان يكون شاملا لمناحي الحياة وكل الأعمال :

 

فأوله بر القلب لهما بصادق حبهما , وعميق الامنيات لهما بكل خير وصحة ونفع

 

وثانيه بر المال بالانفاق عليهما بكل ما يقدر عليه من كرم وسخاء , فهما أحق بالبر من أي أحد , وهما أحق بالمال عند حاجتهما من اي أحد , والبر بالمال دليل وبرهان على صدق البر و واستمراره مع سخائه دليل حسن على حسن العزم وطيب المبتغى لهما .

 

ثم بر الجهد , من السهر , والصبر عليهما , مهما غضبا وتأثرا وتعصبا وتألما , بل عليك أن تسعى جاهدا لتخفيف آلامهما قدرما تستطيع و وأن تربت بيديك حانيتين على أكتافهما .

 

ثم بر الكلمة , وهو ايسر البر, لكن اثره كبير , فالكلمة الطيبة لهما صدقة والبسمة الطيبة لهما صدقة , والوعد الصادق لهما صدقة .

 

إنك في حاجة ماسة ايها المؤمن للقرب من ربك سبحانه ولدعائه ورجائه أن ييسر عليك برهما وأن يعينك على ذلك البر ليكون على أفضل وجه وأكمله , وهو سبحانه يعين على الصالحات وييسرها " والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا ".

[email protected]