رحلة النجاح بين الزوجين
24 جمادى الأول 1438
فهد بن يحيى العماري

بيوتنا الصالحة نبع الخير، ومستقر النفس، ومستراح البال، نتاج الهدى الذي شرعه ديننا السماوي الحنيف، وثمرة الصراط السوي الذي وصفه لنا نبينا الحبيب صلى الله عليه وسلم، أمراً ونهياً، وتوجيهاً، وتقويماً.

 

إنها قصة نبيلة، بدأت بزواج مبارك، بني على مبادئ شريعتنا الغراء، ورفع سقوفها على أصوله القيمة، وعالي مبادئه السامية السامقة.

 

قصة ناجحة، انبثقت خطوتها الأولى بحسن الاختيار، وتدافعت مجرياتها بنية مخلصة نحو بناء أسرة مؤمنة، وتربية جيل صالح مصلح.

 

بؤرة ضياء منسكب نحو الهدف الإيماني الرفيع، قد نشرت في جوانب البيت المؤمن السكينة، والطمأنينة، والوفاء، والعدل، والرحمة، والرفق.. وشتى معاني الخلق الحسن.

 

إنه منهجنا التربوي - الذي يثبت كل لحظة تمر أنه الأعلى والأسمى والأوثق والأنجح، أمام كل المناهج التربوية والأسرية والحياتية التي تتبناها البشرية جميعا - ليرسخ في أعيننا وقلوبنا رفعة قيمه ومبادئه وضوابطه وقوانينه الطيبات النابهات؛ إذ هي من لدن الأعلى سبحانه {الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى * وَالَّذِي قَدَّرَ فَهَدَى}، {أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ}.

 

ذلك المنهج الذي بين أيدينا بنياته ولبناته صافية من كل شائبة، نقية من كل كدر، تجمع خلاصة النظريات العالمية - التي ثبتت فعاليتها – ببساطة ويسر، وبوضوح وجلاء، كما تجمع حلولاً لا نهائية لمشكلات تطبيقية وواقعية يمكن أن تقع فيما بين العلاقات الأسرية خصوصاً والعلاقات الإنسانية عموماً.

 

إن سر تميز منهجنا التربوي، يكمن في كونه هدى نورانيا من الخالق العظيم، لا يخضع لنقص ولا جهل ولا خفاء، ولا يتغير بتغير الأزمان والآجال، بل يصلح لكل زمان وآن وحال.

 

ثم في كونه مبني على العقيدة الإيمانية الصادقة، فكل عمل الزوجين هو لله، وكل مقصد البناء والإنجاز هو لله، وكل أمل في الفلاح والنجاح هو لله، فترى بيوتاً قامت على ذلك المنهج، فحياتها لله وفي الله وبالله، فمن أين يأتيها الفشل وأنى يقترب منها الشيطان؟!

 

كذلك فإن طبيعة ذلك المنهج كونه يرتكن في جنباته على دستور أخلاقي إيماني متكامل، الأخلاق تملأ البيوت المؤمنة، وعليها مدار السلوك بين أفراد الأسرة، وهي ميزان الاعتدال في الفعل وردود الفعل، والفهم والتطبيق والأداء للحقوق والواجبات.

 

لكننا – وبرغم ما بين أيدينا من هذه الكنوز الثمينة – قد غفلنا كثيراً عن تقدير القيمة العظمى لها، ورحنا نبحث عن مناهج الغرب والشرق، منبهرين بها تارة، ومنكسرين أمامها تارة أخرى، فراحت قيمنا تذوب شيئاً فشيئاً أمام القيم المستغربة، وبدأت مبادئنا تغترب بقدر اغتراب قلوبنا عن ذلك النبع القيمي الصافي العظيم.

 

والكتاب الذي بين أيدينا، محاولة مباركة متميزة، لإعادتنا إلى ذلك الصراط السوي في علاقتنا الأسرية، ومناهجنا التربوية، وطريقة بناء بيوتنا، وأساليب حل مشكلاتنا، وضوابط الفهم والسلوك لقيمنا الراقية.

 

جمع فيه المؤلف الكريم، بين مقاصد الشريعة الغراء في العلاقات الأسرية، وظروف التطبيق والتنفيذ المختلفة، فخرجت توجيهاته ونصائحه واقعاً يصلح تطبيقه في المراحل المختلفة لبناء البيوت المسلمة، فأوضح المعالم التربوية، وأكد على المفاهيم الأساسية، وربط بينها وبين السلوك البشري، وما يمكن أن ينتج عنه من خلل أو أزمات، ثم وصف حلولاً واضحات، ومعانٍ بيِّنات، يهتدي بها المؤمن في بناء أسرته الوليدة، ويصلح بها صاحب الأسرة العتيدة من حال أفراده ومن سلوك نفسه، كل ذلك قد صاغه بأسلوبٍ شيِّق ممتع جذاب وبأسلوبٍ عصري مبدع، فحفظ الله المؤلف وشكر له وجزاه خير الجزاء.

 

كتاب نرشحه لكم للقراءة والدراسة والتدبر والإفادة، فكم من نفع قد يجمعه قارئه، وكم من ثمرة سيحصدها دارسه، وكم من خير سيستزيده بتلك الأوقات التي سيقضيها معه..

 

ويمكن الاطلاع على الكتاب كاملاً:

رحلة النجاح بين الزوجين