1 رجب 1438

السؤال

ابني البالغ من العمر 8 سنوات عنده نوع من الخوف الزائد، يخاف من أشياء بسيطة، ويخاف من الظلام بشدة، ومن أية أصوات أو غيره، لا أطمئن عليه وحده وهو لا يرغب أبداً أن يكون وحده في أي مكان مهما كان، يقوم مفزوعاً من نومه ليلا، ويريدني بجانبه دائما.. ما الحل؟

أجاب عنها:
د. خالد رُوشه

الجواب

السائلة الكريمة..

أرجو منك ابتداء ألا تبالغي في خوفك من حالة ولدك، هي حالة كثيراً ما تحصل للأبناء، وهي إن شاء الله قابلة للعلاج، وسأقوم معك بوصف خطوات العلاج، لكن في البداية ولأن الحالة متطورة بحسب ما تفضلت - أرجو منك زيارة أخصائي نفسي، تطلعينه على الحال بغير معرفة ولدك ابتداء، وتجمعي بين نصائحه ونصائحنا ههنا.

 

والخوف الذي يصيب الأطفال هو عادة يكون من تراكم مواقف مخيفة سابقة، سواء أكانت حقيقية أو موهومة، لكنها ترسخت في ذهن الطفل، وتكررت عليه مع شعوره أمامها بالضعف، والشيطان يعمق هذه المخاوف لدى الطفل ليحزنه ويضره ويؤذيه..

 

ومن المهم أن نساعد أبناءنا للتخلص من الخوف وإلا صاحبهم في الكبر كما حصل للكثيرين.

 

وقبل أن أحدثك عن الرؤية التربوية لعلاج الخوف، أذكرك بدورك في تعويد الطفل على ذكر الله في الصباح والمساء، وتعويذه بالمعوذات والتسبيح والتحميد والتكبير قبيل النوم، ورقياه الدائمة، وتعليمه أن يرقي نفسه.

 

ويجب علينا ابتداء أن نبث معاني الإيمان في قلب الطفل، فنفهمه معنى الإيمان، ومعنى قوة الله سبحانه وقدرته وعظمته، ومعنى أنه من حفظ الله يحفظه، والإيمان بالملائكة الذين يحفظون المؤمنين، ومعاني الاحتماء بالله سبحانه والالتجاء له والاستعانة به على كل خوف.

 

كما يلزمنا أيضاً ههنا أن نعلمه الدعاء، والرجاء، وأن ندربه على أن يلجأ إلى الله سبحانه "الله معك" "الله يحفظك"... الله معي... الله حافظي.

 

وهاهي بعض النصائح التربوية الهامة جداً والتي كنت قد نصحت بها من قبل فيما يخص موضوع الخوف عند الأبناء أعيدها لك بتصرف يناسب سؤالك فأنصحك بما يلي:

أولاً: هناك جانب نفسي داخلي يؤثر في شعور الخوف، نريد أن نلمسه عند الطفل، ولن نستطيع علاجه إلا بكثرة التراكم الانفعالي الإيجابي (عدم التعرض للمخاوف - التهدئة - حكايات الشجاعة وغيرها).

 

ثانياً: هناك جانب معرفي عند الطفل نريد بناءه، ويمكن بناؤه عن طريق الخطاب العقلي (مِمَّ تخاف؟ لا يوجد ما تخاف منه.. ليس هناك سبب لخوفك... نحن جميعاً نعيش حولك... كلنا نخاف لكن يجب أن يكون خوفنا من شيء ما معروف.. وهكذا).

 

ثالثاً: محاولة تقليل أثر المثير الشرطي للخوف، بمعنى أنه لو كان يخاف من شيء علينا أن نتدرج في إسقاط هيبة ذلك الشيء بطريقة أو بأخرى، ثم باعتماد طرائق مختلفة مثل التعايش المؤقت مع ما يخافه وهكذا..

 

رابعاً: يلزمنا ههنا أن نهتم ببناء الثقة في نفس الطفل، بتعريفه قدراته ومميزاته، ونشجع إبداعاته، ونتحدث أمامه عن ذلك.. وهكذا.

 

خامساً: لنحذر من الاستهزاء بالطفل في خوفه أو بالسخرية من آلامه وإلا بدأ في إخفائها وتفاقم مرضه.

 

سادساً: كذلك لنحذر من إرغام الطفل على ما يكرهه أو يخاف منه مرة واحدة أو فجأة أو مثال ذلك..

 

سابعاً: يجب أن يشعر الطفل بالهدوء والاستقرار الأسري، وأن نباعد بينه وبين التهديد النفسي وسط الخلافات والغضب ومثاله.

حفظ الله ولدك.