أنت هنا

26 شعبان 1438
المسلم ــ متابعات

أعلنت وزارة الداخلية التونسية أن "وفاة" المتظاهر الذي لقى حتفه، في وقت سابق اليوم الإثنين، بمحافظة تطاوين، جنوبي البلاد، جاءت نتيجة "صدمه" بسيارة أمنية، خلال تراجعها أمام تقدم المحتجين.

 

وفي وقت سابق اليوم، لقي شاب تونسي مصرعه متأثرا بإصابات لحقت به أثناء مشاركته في احتجاجات تطاوين. وقالت وزارة الصحة، في بيان لها: إن الشاب توفي في حادث "عرضي"‎، من دون تفصيل. فيما قال شهود عيان: إن الشاب المتوفي أصيب جراء "اصطدام" سيارة أمن به خلال مواجهات منطقة الكافور، غير أن وزير التكوين المهني والتشغيل التونسي، عماد الحمامي، قال إن الشاب "دهسه زملاؤه أثناء توجّههم لحرق منطقة الأمن في المحافظة".
 

ونفى المتحدث باسم وزارة الداخلية ياسر مصباح، خلال مؤتمر صحفي، مساء اليوم، بمقر رئاسة الحكومة بالقصبة بمشاركة المتحدث باسم وزارة الدفاع بلحسن الوسلاتي، نفى استخدام الرصاص الحي خلال المواجهات، مشيرا إلى إصابة العديد من قوات الأمن، بينهم ثلاثة في "حالة خطيرة".

 

وقال مصباح إن "كافة الوحدات الأمنية انتهجت ضبط النفس إلى أقصى الدرجات في التعامل مع الاحتجاجات في تطاوين، ولم يتم استعمال الرصاص تماماً خلافاً لما تم ترويجه، وتم استعمال الغاز المسيل للدموع فقط".

 

وأشار إلى أن وفاة مواطن في منطقة الكامور، خلال الاحتجاجات اليوم، جاءت نتيجة "صدمه بسيارة أمنية رباعية الدفع كانت بصدد التراجع إلى الخلف عندما كان عدد من المحتجين ماضون باتجاهها".

 

وأوضح أن "المواجهات مع المحتجين أدت إلى إصابة 3 من عناصر الأمن الوطني بمنطقة الشرطة بتطاوين، كما تم سكب البنزين على جسد شرطي، ومحاولة الاعتداء عليه، إضافة إلى إصابة 6 من الحرس الوطني، بينهما اثنان في حالة خطيرة".

 

وأكد مصباح أن الأوضاع في تطاوين تسير "نحو الاستقرار حالياً"، لافتاً إلى أنه "سيتم اتخاذ القرارات المناسبة بحسب تطورات الأوضاع"، من دون ذكر تفاصيل أخرى.

 

وأشار المتحدث باسم الداخلية إلى أن "أعمال شغب وتخريب رافقت التحركات الاحتجاجية، منها حرق مقر إقليم الحرس الوطني (الدرك) ومنطقة الأمن الوطني بتطاوين".

 

وتحدث مصباح عن "استهداف المعدات الأمنية، عبر حرق 13 سيارة تابعة لقوات الأمن، و9 سيارات تابعة للحرس الوطني ودراجتين ناريتين تابعة لحرس المرور".
 

من جهته، قال المتحدث باسم وزارة الدفاع بلحسن الوسلاتي، خلال المؤتمر: إن "محتجين حاولوا اليوم الدخول إلى الكامور بالقوة، وقامت القوات العسكرية بالتصدي لهم، إلا أنهم عمدوا إلى تخريب أحد الأنابيب الموصلة بمضخة البترول، لذلك قررت الشركة البترولية غلق المضخة لتجنب أي أضرار".

 

وأضاف الوسلاتي أن "الوضعية مستقرة حاليا".

 

 
مظاهرات في العاصمة:
وفي سياق متصل، تظاهر المئات، اليوم الاثنين، بشارع الحبيب بورقيبة بتونس العاصمة، دعماً للمحتجين في تطاوين، جنوبي البلاد، بدعوة من حزب "حراك تونس الإرادة"، الذي يقوده الرئيس السابق المنصف المرزوقي.

 

وردد المحتجون، الذين تجمعوا أمام مبنى وزارة الداخلية (بالشارع نفسه) شعارات مؤيدة لسكان "تطاوين"، بينها "بالروح بالدم نفديك يا تطاوين".
كما رددوا هتافات "تطاوين الرخ لا" (شعار "الرخ لا" يرمز لاحتجاجات معتصمي الكامور، قرب حقول النفط بمحافظة تطاوين)، و"أوفياء أوفياء لدماء الشهداء".

 
وعقب واقعة وفاة المتظاهر، دعا حزب "حراك تونس الإرادة"، "كل مناضلي الحراك، وكل الوطنيين، للتظاهر بشارع الحبيب بورقيبة بالعاصمة، وبمختلف مدن الجمهورية دعما لنضالات أهالي تطاوين السلمية".

 

ويحظي حزب "حراك تونس الإرادة" بأربعة مقاعد في البرلمان من أصل 217 مقعداً.

 

وتابع البيان أن الدعوة للتظاهر تأتي أيضاً "رفضاً للحل الأمني ولمحاولات فض التحركات الاحتجاجية السلمية بالقوة مما أدى الى سقوط شهيد وحصول إصابات عديدة وحرق خيام المعتصمين السلميين بالكامور"، وفق البيان.
 

وأطلق الأمن التونسي، صباح اليوم، الغاز المسيل للدموع لتفريق محتجين حاولوا الدخول إلى مضخة الغاز والبترول بمنطقة الكامور، لإغلاقها كما فعلوا، أول أمس السبت، قبل أن يعيد الجيش التونسي فتحها.

 

ويطالب المحتجون التونسيون في تطاوين، منذ ما يزيد عن الشهرين، بتشغيل 1500 فرد داخل الشركات البترولية في تطاوين بصفة فورية، وانتداب 3000 آخرين في شركة البستنة، ورصد 100 مليون دينار ( 41.5 مليون دولار) لصالح صندوق التنمية في المحافظة ذاتها.

 

وقال رئيس الحكومة التونسية يوسف الشاهد، أمس الأحد، إن حكومته لن تتوانى في التصدي للتحركات الاحتجاجية التي تقطع الطرقات وتعيق الإنتاج في المنشآت الحيوية والعمومية.

 

كما أعلن الرئيس الباجي قائد السبسي، منذ أكثر من أسبوع، عن أنّ "الجيش سيحمي مناطق إنتاج الثروات من فوسفات وبترول وغاز".