السؤال
السلام عليكم.. أنا مهندس عمري 25 سنة كنت متزوجاً وحصل طلاق، وأبحث عن زوجة صالحة، رُشِّحت لي بنت عمرها 24 سنة، أرملة ولديها طفلان، مؤهلها متوسط لكنها مثقفة.. مصاريف أطفالها من معاش زوجها وأقاربها.. هل أقبل بها رغم الفارق في التعليم؟ جزاكم الله خيراً.
الجواب
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
الابن الكريم:
الزوجة الصالحة نعمة كبيرة من نعم الله على المرء، ومن رزق امرأة صالحة فقد أعانه الله على شطر دينه فليتق الله في الشطر الآخر.
وهناك عدة محددات أساسية في اختيار الزوجة:
أولها: الديانة، وهي ما نص عليه صلى الله ليه وسلم "فاظفر بذات الدين"، ومعنى الديانة معروف وهو إقامة التوحيد وأداء العبادات والشعائر، والمسابقة للفضائل وغيرها.
وثانيها: حسن الخُلُق، والأخلاق قرينة تطبيقية للتدين، فمن صلح دينها حسنت أخلاقها، ومن فسد دينها فسدت أخلاقها.
وأصل الأخلاق عند المرأة الحياء، ومهما تزينت بزينة أخرى فهي ضائعة إلا زينة الحياء فهي أحسن الزينة وأكثرها بريقاً.
وكذلك من أهم أخلاقها كزوجة، أن تعرف قدر زوجها، وتلين معه وتتودد إليه وترحمه، وقد مدح النبي صلى الله ليه وسلم المرأة "الودود العؤود".
كذلك من أهم أخلاقها حُسن معاملة الناس بالحسنى والفضيلة، وسير المرء بأخلاقه يجعل له ما يسمى بالسيرة الحسنة وهي دليل معتبر على أخلاق المرء، فلكل امرئ رائحة تميزه في مجتمعه فمن رائحة عطرة مشتهرة ومن رائحة قاصرة ومن عديم الرائحة ومن رائحة خبيثة تزكم الأنوف.
ثالثا: للتنشئة الاجتماعية أثر كبير على شخصية المرء، فالناشئ في بيئة إيمانية خلوقة كريمة، تتصف بالفضيلة هو المرشح أن ينتظر منه المكارم، والمرأة تتشرب من أسرتها وخصوصاً من أمها.
رابعا: التكافؤ بين الزوجين محور هام للغاية يجب اعتباره، وأعني به التكافؤ في الدين والحال واليسار والقدرة، وقد تسبب عدم التكافؤ في فساد كثير من الزيجات مع كل أسف.
خامسا: كون المرأة أرمل هذا لا ينقصها، بل قد تكون في صفاتها أفضل ممن هي بكر، لكن استحب النبي صلى الله ليه وسلم البكر عند توفر صفاتها، لكن بعض الأعراف تكون هي السبب في الإعراض عن الأرمل، بل في الحديث الثابت "الساعي على الأرملة واليتيم كالمجاهد في سبيل الله".
سادسا: والأولى لك إن كنت مقتدرا أن تنفق على الطفلين وترعاهما وتحتسب ذلك لوجه الله فهما يتيمان، وإلا فلا باس بالتعاون في ذلك، بشرط ألا تنفق عليهم إلا من الحلال.