17 ربيع الأول 1439

السؤال

أنا متزوج منذ ثلاث سنوات وقد حصلت بيني وبين زوجتي مشاكل، أنا كنت السبب فيها وقد عاهدتها بألا أكرر ما فعلته علما بأنني ولله الحمد لم أضربها ولم أرفع صوتي عليها وأتعامل معها بكل احترام وتقدير ولكن زوجتي أخبرت أهلها بالذي حصل بيننا كونها تعيش عند أهلها لأنه لا يوجد لنا بيت بسبب ظروف عودتي من الخارج.

ومن يومها ووالدتها تهينني بشكل متكرر وتقول لي بأنه ما دامت زوجتي عندهم فلا أمر لي عليها وأنها ستتدخل بكل كبيرة وصغيرة حتى نسكن في بيت!

زوجتي تقف في صف أهلها وغير مستعدة للدفاع عني؛ بل بالعكس تشد على أيديهم، ولي منها طفل عمره سنة ونصف وهي في كل شيء تقدم أهلها عليّ؛ فماذا أنا فاعل؟

أجاب عنها:
د. خالد رُوشه

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:

الأخ السائل:

يقوم الزواج على التقدير والاحترام بين الزوجين، كما يقوم على القوامة من الرجل على البيت، وإن فقد أحد هذين المقومين فسيختل توازن البيت ويفسد ميزانه..

 

ولي هنا معك عدة ملاحظات:

الأولى: ما وقعت فيه من خطأ جراء تأخيرك توفير سكن لزوجك وولدك، وهو أمر واجب عليك ولا شك، ويحق لزوجتك أن تتألم وتحزن، خصوصا إذا كان حالك متيسرا نتيجة عملك بالخارج، وكان زواجكم قد مر عليه ثلاث سنوات كاملات.

 

الثانية: ما بدا لي من حال ضعف في موقفك بعد الخلاف بينكما، ورغم أني أشكر لك حسن أخلاقك في خلافك مع زوجك فأنت لم تضربها ولم ترفع صوتك عليها ولم تفعل ما يؤلمها وهذا من حسن أخلاق المؤمن الكريم، غير أنني أشعر بلغة ضعف في وصفك، رغم اعتذارك لها وعهدك إياها بعدم التكرار وكل ذلك، فأنبهك إلى مقام القوامة الذي يوصي بالإحسان مع الحزم، وليس الضعف.

 

الثالثة: ما حصل من زوجتك من سلوك سلبي تجاهك، وميلها الشديد مع أهلها في موقفهم ضدك، ولعلها متأثرة بالنقطتين السابقتين، وهما تقصيرك تجاه توفيرك السكنى، وضعفك في المواقف، مع قوة موقف أهلها.

 

الرابعة: ما ذكرته من تعدٍّ واضح في الكلام من أم زوجتك، وهو تعدٍّ غير مقبول بحال.

 

ونصيحتي لك هي:

أن تسارع بتوفير سكن مناسب لأسرتك، يجمعكم، وتقطع به انتقاص أهلها لك، ونقدهم، وشكواهم.

ثم تجالسهم وتحاورهم حواراً خلوقاً، أو أن توسط بينكما من هو من أهلك وأهلها من الحكماء ممن يستطيع التأثير وتبليغ الآراء بإيجابية.

 

وأوصيك بأن تعلم نفسك الحزم في الأمور، والحزم هو التعقل ودراسة المواقف ووزنها بميزان حسن عادل، ثم اتخاذ قرار إيجابي، ثم الثبات عليه، والدفاع عنه.

 

فبهذه الخطوات الثلاث تكون قد تغلبت على السلبيات الثلاث التي هي سبب مشكلتك.

 

كما يجب عليك تعريف زوجتك وتنبيهها لمواقفها السلبية تجاهك، وما ينبغي عليها من سلوك تجاه بيتها، لكن بعدما تزيل عقبة السكن فتنهي حجتها وتزيلها.

 

كذلك ينبغي عليك التأكيد على عدم تدخل أم زوجتك في حياتكم، وأن تطلب منها الاعتذار عما سببته لك من ضرر على المستوى الأدبي من أثر تعديات الكلام والخلافات، وأن تبدي لها موقفاً حازماً في ذلك، ثم تبدأ من الإقلال في التعامل معها شيئاً فشيئاً إلا عند الحاجة، حتى تعلم خطأها وتتفهم الصواب، فإذا فهمت وأصلحت فتجاوز عن ذلك وأصلح فإن الصلح خير.

 

والجأ إلى ربك أن يجمع بينكما وأن يخرج من بينكما شياطين الإنس والجن ويحفظ طفلكما ويبارك في بيتكما.