15 ربيع الثاني 1439

السؤال

أنا متزوج منذ حوالي السنتين ولديَّ بنت، اخترت زوجتي بنفسي بعد عناء ومشقة مررت بها من أجل أن أحصل على موافقة أبيها، وقد أصرّت زوجتي أن تتزوجني وكانت ترفض كل من يتقدم لخطبتها سواي. وقد أعانتني على أمور دنياي وما فيها من تعب بعد أن تزوجنا فكانت تعمل فتقدم لي الدعم المادي وكانت متعلمة فكانت تقدم لي الدعم في عملي ودراستي مما ساعدني على التطور بشكل سريع وملحوظ حتى حققت ما عجز عن تحقيقه أقراني في العمل والدراسة.

مشكلتي أن زوجتي كثيرة الشكوى من أهلي، ودائما تقول بأنها تعرضت للكلام الجارح أو النظرات المهينة أو التعامل السيئ من قبل أهلي ولكني لا أرى ذلك يحصل أمامي وعندما أخبرها بذلك تقول لي بأن الذي أمامك شيء والذي يحدث وراءك شيء آخر.

هي عصبية وعنيدة بطبعها ولكنها طيبة القلب وأعرف أنها لا تحقد ولا تكره أحداً مما يجعلني أستغرب من كلامها واتهاماتها لأهلي.

أهلي دائما يتكلمون بالخير عنها أمامي ويحدث أن تعاتبني أمي لعدم مروري بها بشكل يومي وذلك لأني أسكن في البيت نفسه ولكن في شقه منفصلة، وزوجتي ترفض زياراتي المتكررة لأهلي والمرور عليهم كل يوم حين أدخل أو أخرج من المنزل لأنها ترى أن ذلك يؤثر على استقلالية حياتنا وعلاقتنا الزوجية.

أنا لا أفهم زوجتي وأشعر بأنها تريد أن تبعدني عن أهلي أو تحرمني منهم وأنا لا أريد أن يحدث ذلك.

أشعر بأني أكره زوجتي وأفتقد حياتي القديمة مع إخواني وأخواتي وغالباً أكره العودة للمنزل لأني لا أريد البقاء معها بسبب المشاكل.

لقد تعبت وأفكر في الطلاق جدياً ولا أعلم ما الحل.

أجاب عنها:
د. خالد رُوشه

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:

الأخ السائل، استغربت شكواك كونها بها الكثير من المتناقضات.

- فأنت اخترت زوجتك وهي قد اختارتك، لكنك تقول الآن أنك تكرهها!

- وتقول إنها متميزة تعليمياً وقلبياً لكنك ترى أنها مخطئة دائماً!

- تريد الاستقرار مع زوجتك وفي نفس الوقت تريد العيش مع أمك وأخواتك!

وبالعموم فإن شكواك تدور حول مشكلة زوجتك مع والديك وأهلك..

 

ودعني أصف لك الأمر كما فهمته منك:

أولا: أنت لا زلت مرتبطاً بأسرتك الأصلية وهو شيء جيد، لكن يبدو أن ارتباطك يثير زوجتك كونه ارتباطاً من نوع شديد.

 

ثانيا: أنت تقدر زوجتك وتعرف قدرها، لكن قدر أسرتك عندك أكبر.

 

ثالثا: يبدو أن شخصية زوجتك من النوع القوي، وأنك عودتها أن تسترضيها.

 

رابعا: أنت تغيب عن المنزل كثيراً ثم تذهب لزيارة أسرتك أيضاً وهذا يثير زوجتك..

 

وهذه نقاط قد تساعدك في الحل:

1- لا بد أن تتفهم جيداً أن زوجتك تريد أن تشعر أنك مرتبط ببيتك الجديد ابتداء وأن بيتك مهم في حياتك..

 

2- برك لأمك وأبيك وصلتك لرحمك وأخواتك شيء واجب.

 

3- يجب أن توازن بين الأمرين، لئلا تراك زوجتك مقصراً أو أن يفتقدك والداك.

 

4- أرفض أن تطرح فكرة الطلاق قبل تجربة الحلول، خصوصا وأنك لك ابنة، كما أنك قد ذكرت كثيراً من فضائل زوجتك.

 

5- حاول تحسين العلاقة بين زوجتك ووالديك، بعد أن تداوي مشاعر زوجتك من ناحيتهم.

 

6- لابد – في جلسة صريحة – أن تعلم زوجتك مقام بر والديك وأنك لن تستغني عنهم، وأن تتفق معها على شيء وسط تجمع فيه بين برهم وحقوق زوجتك.

 

7- لا تستمع لزوجتك إذا طلبت منك البعد عن والديك، بل استمر في برك وكن واضحاً معها.

 

8- عليك أن تستعين بمن يؤثر في زوجتك من أقاربها النساء ليوصل لها مفهوم ارتباطك بوالديك.

 

9- ما دامت العلاقة النفسية بين زوجتك ووالديك غير هادئة، فأنصحك بتقليل زيارة زوجتك لهم، وأن تجعل زيارتها لهم متباعدة، وتقصر الزيارة المتكررة على نفسك وبنتك، حتى يتحسن الحال.

 

10- احرص جيداً أن تؤدي حقوق بيتك وزوجتك وابنتك من إنفاق وعمل ورعاية فقد علمنا النبي صلى الله عليه وسلم أن لكل هؤلاء حقاً علينا "فأعط كل ذي حق حقه".