
هاجم نائب مدير برنامج أوروبا في "منظمة العفو الدولية" غاوري فان غوليك، تفضيل السلطات الإيطالية بقاء اللاجئين والمهجرين بعيدا عن شواطئها على أن تحمي أرواحهم وسلامتهم.
وقال غاوري فان غوليك في تعليق له اليوم الجمعة، نشره القسم الإعلامي "للعفو الدولية"، على ما ورد من أن البرلمان الإيطالي كان قد صوت لصالح نشر سفن حربية في المياه الليبية لدعم حرس السواحل الليبي في اعتراض وإعادة اللاجئين والمهاجرين إلى ليبيا: "تسهيل اعتراض سبيل اللاجئين والمهاجرين وإعادتهم إلى ليبيا لا يؤدي سوى إلى احتجازهم تعسفاً في مراكز يكاد يكون من المرجح تماماً أن يتعرضوا فيها للتعذيب والاغتصاب، وحتى للقتل؛ وتصويت البرلمان يجعل من السلطات الإيطالية شريكاً متواطئاً في هذه الفظائع".
وأشار الحقوقي الدولي إلى أنه وعلى الرغم من واجب إيطاليا، ومعها الدول الأعضاء الأخرى في الاتحاد الأوروبي، أن تركز كل اهتمامها على زيادة عملياتها للتفتيش والإنقاذ، فقد اختارت، عوضاً عن ذلك، التنصل من مسؤولياتها وتعريض حياة الأشخاص للخطر، وهم ذاتهم الذين تقول إنها حريصة على مساعدتهم، بما في ذلك عن طريق التغطية والدعم العسكريين لحرس الشواطئ الليبيين، الذين تم مراراً وتكراراً توثيق سلوكهم المتهور والمسيء ضد اللاجئين والمهاجرين أثناء اعتراضهم هؤلاء في عرض البحر، بما في ذلك ما وثقته منظمة العفو الدولية. كما أقدمت إيطاليا أيضاً، وبمساعدة الاتحاد الأوروبي، بتكبيل قدرة المنظمات غير الحكومية على إنقاذ من يتعرضون للخطر في عرض البحر، مبيّنة مدى انحراف بوصلتها في التعامل مع هذه القضية".
وأكد غاوري "أن هذا لا يمكن أن يكون هو الرد المناسب على الأزمة الإنسانية في وسط البحر المتوسط-فهذه وصفة لمزيد من المعاناة".
وأضاف: "أي تعاون مع السلطات الليبية ينبغي أن يعطي الأولوية لمراقبة انتهاكات حقوق الإنسان التي ارتكبت، وإخضاع مرتكبيها للمساءلة. كما ينبغي على إيطاليا والاتحاد الأوروبي اشتراط وفاء السلطات الليبية بالتزامات يمكن التحقق منها لتحسين ظروف اللاجئين والمهاجرين في ليبيا"، على حد تعبيره.
من جهتها، أعلنت لجنة الاتصال الروسية حول ليبيا أن موسكو يمكن أن تساعد إيطاليا في معالجة قضية تدفق اللاجئين من ليبيا من خلال الحوار مع الجهات الليبية.
وقال رئيس لجنة الاتصال التابعة للخارجية الروسية ومجلس النواب (الدوما) ليف دينغوف في حديث لصحيفة "كوميرسانت" الروسية، "نعمل على ذلك بنشاط. والإيطاليون بحاجة إلى دعم روسيا، لأن موسكو تجري حوارا بالتزامن مع حفتر والسراج ، وكذلك مصراتة وجنوب البلاد. وفي هذه المسألة تلعب القبائل بالجنوب دورا كبيرا، وهي مستعدة للتعاون مع روسيا".
وأضاف دينغوف تعليقا على سؤال بشأن إمكانية قيام القوات الليبية بجنوب البلاد بوقف تدفق المهاجرين من إفريقيا أن الجانب الروسي يسعى إلى تحقيق ذلك إلا أن ذلك أمر صعب، لأن "بعض المجموعات والجماعات مهتمة باستمرار تدفق المهاجرين.
وكان البرلمان الإيطالي قد أجاز أول أمس الأربعاء للبحرية الإيطالية القيام بمهمات في المياه الإقليمية الليبية لتوفير الدعم الفني لخفر السواحل الليبيين بهدف الحد من تدفق المهاجرين غير الشرعيين، بعد تقديم رئيس حكومة الوفاق الوطني الليبية فايز السراج لطلب الدعم البحري من إيطاليا.
وأعلن الناطق باسم القوات البحرية الليبية في طرابلس، أيوب قاسم، رسميا أن السفينة الإيطالية "كوماندانتي بروزيني" التابعة للقوات البحرية الإيطالية وصلت أول أمس الأربعاء، وعلى متنها مجموعة من الخبراء في تخصصات شتى إلى قاعدة طرابلس البحرية، في زيارة عمل لمدة خمسة أيام.
وذكر في بيان "أن المبادرة تأتي استمرارًا لتعزيز التعاون الفني والقتالي والتدريبي بين الجانب الليبي متمثلاً في القوات البحرية وحرس السواحل ونظرائهما من الجانب الإيطالي".
وكان البرلمان الليبي، قد أعلن رفضه للاتفاق بين إيطاليا وحكومة السراج، كما هدد اللواء الليبي المتقاعد، خليفة حفتر، أمس الخميس، بالتصدّي لأي سفن إيطالية تقترب من مياه بلاده الإقليمية.
من جهتها قللت حكومة إيطاليا من هذه التهديدات، معتبرة أنها "مجرد دعاية"، و"لا يوجد أي خطر حقيقي".