13 صفر 1439

السؤال

أنا فتاة في الـ24 من العمر، أعيش في صراع نفسي، كرهت الحياة والسبب أخي، فهو شخص ضائع غارق في المحرمات، وليس لديه مستوى ديني أو دراسي أو أخلاقي، ومع كل ذلك يريد إثبات رجولته، وفرض سلطته علينا ظلماً، جعلني أحتقر نفسي وأقول إني سأبقي امرأة حقيرة ضعيفة، لا أدرى كيف أصبحت أفكر بهذه الطريقة، رغم أني متعلمة، أحياناً أتمنى موته، فأبي متوفى أما أمي فهي بعيدة عنى تماماً ولا تتفهم الأمر، أشعر دائماً بالخوف وعدم الأمان، ربما يكون إيماني ضعيفاً وأنا لا أدرى.

أجاب عنها:
أميمة الجابر

الجواب

الابنة الكريمة..

قرأت رسالتك، وظهر لي أنك تعيشين أياماً صعبة على المستوى النفسي؛ إذ تشعرين بكل هذه المشاعر السلبية تجاه أخيك..!

الحقيقة، أنه قد تسربت إلينا الأفكار الغريبة والمستغربة، ودست سمومها فينا، حتى رأينا تقليداً أعمى، وتبعية جامدة لكل ما هو غربي، ودست سمومها داخل عقول وأفكار الفتيات والشباب، حتى جعلت الشاب يتطاول على والديه، وجعلت الفتاة تتمرد عليهم، بل وسممت فكرها بأن جعلتها تتمنى موت أخيها لمجرد أنه جرحها بفعل أو عنفها بلفظ!

جعلتها تنظر لأخيها نظرة التدني والانحطاط وتنظر لنفسها نظرة الاستعلاء، إنها أبداً لم تفكر ما الذي دفع بأخيها حتى وصل لما هو فيه تجاهها؟!

الابنة السائلة:

حين تكون الفتاة طفلة صغيرة تكون قرة عين والديها المدللة، لكنها حينما تكبر ربما يشدد عليها أولياؤها في المعاملة لكنهم أبداً لا يرضون أن تمتد إليها يد بسوء.

ولا شك أن سلوك أخيك – بحسب روايتك - فيه من الخطأ، ولكن هذا لا يمنعه من أن يكون مسؤولا عنك، فرغم كل عيوبه فهو الآن أصبح مكان والدك المتوفى فعلا.

فأعرافنا المجتمعية أعطت حقاً في ذلك الموقف له أن يكون هو القائم على البيت، يعني عندما تريدين الخروج من البيت أن تستأذنيه، وهي أعراف لا تخالف التشريع؛ إذ هو الرجل القائم على البيت.

له عليك الاحترام والتقدير حتى ولو كان غير أهل له لتجنب ضرره من ناحية ومن ناحية أخرى لكسبه لصفك، عليك تقديم الحنان والمودة له والهدية إن أمكن، فكل هذا يلطف الأجواء بينك وبينه، وربما يكون درساً عملياً لتغير حاله.

فالحب والحنان المتبادل بين الإخوة والأخوات يفتح مجالاً للحوار والنصح والإصلاح.

لا ينبغي أن تنظري لنفسك أنك الأحسن، فكل إنسان يخطئ، والدليل على ذلك أنك أخطأت في الفكرة التي طرأت عليك والتي وصلت إلى حد تمنى موت أخيك، هذه الأفكار شيطانية دخلت على أحد ابني آدم عليه السلام ودفعته لقتل أخيه وبعد أن قتله سار باكياً نادماً!

عليكِ أن تنسي ما صدر منه لكِ ولا تقابلي الإساءة بالإساءة، بل قابلي الإساءة بالإحسان {فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ}.

عليكِ أن تفرحي أن لديك أخاً سيصلح الله تعالى حاله عاجلاً أم آجلاً وسيكون لك سنداً وعوناً أمام تقلبات الأيام.

اجلسي مع أمك جلسة حب وصراحة وحاولي التقرب إليها بالبر والإحسان، وحاولا الوصول للحلول في إصلاح أخيك، وتقربي إلى الله بالدعاء أن يوفقكم لذلك، وتقربي إلى الله تعالى أيضاً بالمحافظة على الصلاة والاستغفار وكوني أنت قدوة لأخيك في الخير، فمن فعلك سيتعلم ومن أخلاقك يستمد ومن حبك وحنانك تتآلف القلوب وتنشرح الصدور.