
أبدت هيئة علماء المسلمين في العراق مخاوفها من تكرار ما حصل للمدنيين الأبرياء في الساحل الأيمن لمدينة الموصل في قضاء تلعفر الذي أطلقت قوات الحكومة العراقية فجر الأحد عملية عسكرية لاجتياحه بحجة استعادته من قبضة تنظيم داعش.
وأكدت الهيئة في بيان لها أن قوات الحكومة وميليشياتها تسعى لتدمير مدينة تلعفر وإبادة من تبقى من المدنيين فيها، في نسخة أخرى لما جرى في الساحل الأيمن للموصل.
ووصفت الهيئة العمليات العسكرية في العراق والمسماة بـ(التحرير) بأنها "هي جرائم قتل متعمد، وتدمير ممنهج، وإحلال لظلم أكبر؛ يدفع ثمنه المواطن البريء".
ورأت أن تصريحات قادة مليشيات الحشد الشيعية بشأن مدينة تلعفر تعد "مؤشرا خطيرا يدل على عزم القوات الحكومية والميليشيات ارتكاب جرائم إبادة في المدينة". وذلك بالإشارة إلى تصريح المتحدث باسم الحشد (أحمد الأسدي)، الذي قال فيه إن "عدد الموجودين في تلعفر لا يتجاوز (3000) مدني، وهم كلهم من عائلات الدواعش".
وحملت هيئة علماء المسلمين في العراق مسؤولية ما يجري في تلعفر لـ"الأطراف المتنازعة التي لا تعير أهمية للأبرياء، وترفع على جثثهم وأنقاض مساكنهم راية نصر موهوم".
وفيما يلي نص بيان الهيئة المنشور على موقعها الإلكتروني برقم (1277):
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله محمد بن عبد الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد:
فقد صرح المتحدث باسم الحشد الشعبي (أحمد الأسدي)، الأحد (20/8/2017)، (أن عدد الموجودين في تلعفر لا يتجاوز (3000) مدني، وهم كلهم من عائلات الدواعش)، وجاء ذلك في لقاء تلفزيوني بثته قناة الرشيد الفضائية في برنامج غرفة الأخبار متزامنا مع إعلان رئيس الحكومة (حيدر العبادي) بدء عمليات (تحرير تلعفر)، غرب الموصل.
إن تصريح المتحدث باسم الحشد الشعبي يعد بمثابة تبرير واضح لما سيؤول له مصير قضاء تلعفر وأهله، وإن نسخة أخرى مما حصل في الساحل الأيمن للموصل ستحدث في هذا القضاء، وهذا مؤشر خطير على أن القوات الحكومية وميليشياتها حريصة على إبادة من تبقى وتدمير المدينة على رؤوس ساكنيها.
إن هيئة علماء المسلمين ترى في هذه العمليات العسكرية المسماة بالتحرير هي عمليات قتل متعمد وتدمير ممنهج وإحلال لظلم أكبر يدفع ثمنه المواطن البريء الذي استهدف على مر سنوات الاحتلال المنصرمة، ووقع فريسة لمخططات ومؤامرات دولية وإقليميه استهدفت وجوده وأمنه ومعتقده.
وتحمل الهيئة المسؤولية الكاملة لما يجري في تلعفر للأطراف المتنازعة، التي لا تعير أي أهمية لحياة الأبرياء، وترى في تناثر جثثهم وركام مدنهم منصة لرفع راية نصر موهوم.
سائلين الله تعالى أن يجنب أبناء قضاء تلعفر القتل والتدمير، وأن يمن عليهم بالخلاص من الظلم؛ إنه ولي ذلك والقادر عليه.
الأمانة العامة
30 ذو القعدة/ 1438 هـ
22/8/2017 م