أنت هنا

2 ذو الحجه 1438
المسلم ــ متابعات

هاجم مسئول في قناة حكومية مغربية وزيرة الأسرة والتضامن بسيمة الحقاوي بسبب حجابها؛ الأمر الذي أثار انتقادات واسعة ضده واعتُبر انتهاكًا للحرية الفردية التي يعتبر هذا المسؤول نفسه من دعاتها.

وفي سياق تعليقه على حادثة اغتصاب فتاة في حافلة نقل عام، وهي الحادثة التي هزت المجتمع المغربي مؤخرًا، هاجم عمر الذهبي مدير التحرير بقناة "ميدي 1 تيفي"، بسيمة الحقاوي، وقال في تدوينة عبر حسابه بالفيسبوك: «وزيرة غير قادرة على التخلص من حجابها، فكيف ستبدي رأيها في قضية اغتصاب جماعي لفتاة بالبيضاء».

وأضاف الذهبي: «منذ أمس والجميع ينتظرون تعليقا للوزيرة على حادثة الاغتصاب الجماعي لفتاة، لكن يبدو أنها تعتقد أنها غير معنية بالقضية أو ربما أنها ستحمل المسؤولية للفتاة» وقال: «لا يعقل أن تكون لدينا وزيرة للمرأة ستدفع بتحرر المرأة، وهي غير قادرة حتى على التحرر من حجابها»، وفق قوله.

 

ووجدت الوزيرة المغربية الكثير من الأصوات تدافع عنها أمام هجوم المسؤول التلفزيوني، ولم تقتصر هذه الاصوات على قيادات من حزبها بل شملت يساريين وأيضا ممن يضعون أنفسهم بالصف الحداثي ويناهضون التيارات الإسلامية. خاصة أن القناة التي يتولى فيها الذهبي مسؤولية التحرير، تجاهلت الجريمة المرتكبة بحق الفتاة ولم تعرها أي اهتمام.

فقد قال القيادي في حزب «العدالة والتنمية» وزير التشغيل محمد يتيم ردا على الذهبي: «تعريضك بحجاب السيدة الوزيرة هو اعتداء على حريتها، هو اعتداء من جنس اعتداء شباب الحافلة نفسه على الفتاة التي تظهر في الفيديو».

وأضاف: «هو تعريض وإهانة للنساء المغربيات كلهن اللواتي اخترن ارتداء الحجاب».

وفي السياق ذاته، رد عبد العلي حامي الدين، عضو الأمانة للحزب، على الذهبي بقوله: «تشجيع الرداءة المتسترة وراء رداء «الحداثة» البريئة من أمثال هؤلاء» مخاطبًا إياه بقوله: «عليك أن تمتلك الوقاحة الكافية للتهجم على الحجاب من دون أن تعير أدنى اهتمام أنك بصدد التهجم على قيمة أساسية من قيم المجتمع». متابعا: «مع مثل هؤلاء المسؤولين لا تتعبوا أنفسكم في التساؤل عن السر وراء رداءة الإعلام».

كما انضمت مديرة الأخبار بالقناة الثانية سميرة سيطايل، التي يعتبرها حزب العدالة والتنمية خصما له، إلى منتقدي الذهبي واعتبرت أن حجاب بسيمة حقاوي شأن خاص بها كما من حقها هي ألا ترتديه.

وتهكم اليساري حسن طارق على ما كتبه الذهبي: «كدت أتضامن مع وزيرة حول حقها المطلق في إرتداء الحجاب من عدمه، وذلك في مواجهة تهجم مدير في قناة ميدي 1، لكن السياق الدولي تدخل ومنعني… الذل».

 

من جانبها، وبعد تعرضها لموجة انتقادات بسبب صمتها عن قضية الاغتصاب التي هزت الرأي العام في المغرب، قالت وزيرة الأسرة والتضامن الاجتماعي، بسيمة الحقاوي: «نتابع تبعات جريمة مؤسفة ومشينة تم اقترافها وتصويرها داخل حافلة للنقل الحضري، التي ارتكبها قاصرون في حق فتاة».

وأضافت الحقاوي: «هاته الجريمة التي تساءلنا جميعا، كل من موقعه ومسؤوليته، مسؤولين ومنتخبين وفعاليات مدنية وإعلاميين ومؤثرين في المجتمع، تدعونا لتقديم الأجوبة العملية بكل مسؤولية وموضوعية عن سؤال كبير، وهو : «كيف يمكن لقاصر أن يمارس العنف وهو في غاية السرور ؛ كيف لقاصر أن يرتكب جريمة منتشيا كمن يلاعب شيئا؟!».

وعبرت الوزيرة عن أسفها إزاء الحادث: «أعبر عن أسفي وانشغالي بهذه الجريمة الشنعاء الغريبة عن مجتمعنا، فإنني أشيد بسلطات الأمن التي توصلت لمرتكبي الجريمة في وقت قياسي». وأكدت عزمها علی «مواصلة الجهود من أجل تنزيل السياسات العمومية سواء المتعلقة بحماية الأطفال، أو بالنهوض بحقوق الأشخاص في وضعية إعاقة أو المتعلقة بالتمكين للمرأة، باستحضار الحاجة الملحة لمزيد من الإجراءات الحمائية لكل هاته الفئات وتوفير بنيات التكفل للموجودين منهم في وضعية هشاشة». وقالت: «ونحن نتابع مجری العدالة، أؤكد أنني سأواصل العمل من داخل المؤسسات من أجل التسريع بخروج قانون محاربة العنف ضد النساء الذي صادق عليه مجلس النواب وينتظر المصادقة عليه قريبا في مجلس المستشارين».