خرج مئات الآلاف من المغاربة، اليوم الأحد، إلى شوارع العاصمة الرباط للاحتجاج ضد قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة للكيان الصهيوني والشروع في نقل السفارة الأمريكية إليها.
وأكد المحتجون الذين انطلقوا من باب الأحد في اتجاه ساحة باليما قبالة مقر البرلمان، استجابة لنداء دعت إليه مجموعة العمل الوطنية لدعم فلسطين والجمعية المغربية لمساندة الكفاح الفلسطيني، على أن القدس عربية إسلامية، وأن المغاربة شعبا وحكومة يدعمون الشعب الفلسطيني في محنته الجديدة.
وردد المتظاهرون هتافات من قبيل: "الشعب يريد تحرير فلسطين و"الموت لإسرائيل عدوة الشعوب مثيرة الحروب" و "جريمة صهيونية بمباركة عربية".
وتوحدت أطياف المجتمع المغربي من نقابات وأحزاب وهيئات حقوقية ومنظمات المجتمع المدني وذابت جميع الاختلافات الإيديولوجية والسياسية، ليتوحد الجميع في مسيرة اتسمت بتوحيد الشعارات المنددة بالقرار الأميركي، حيث شارك وزراء ومسؤولون إلى جانب يساريين وإسلاميين وشباب حركة 20 فبراير أيضا.
وتعتبر هذه أكبر مظاهرة ضد قرار ترامب في المغرب منذ بدء الاحتجاجات بعد إعلان القرار الأسبوع الماضي.
وقال الحقوقي والمحامي خالد السفياني منسق )مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين( التي دعت للمظاهرة إلى جانب منظمات أخرى: إن "قرار المدعو ترامب من أخطر القرارات بشأن القضية الفلسطينية منذ وعد بلفور إلى وعد ترامب... لقد جاء بعد مئوية بلفور كخطوة أولى لتصفية القضية الفلسطينية في إطار صفقة القرن".
وشدد السفياني على أنه "يتعين الضغط عبر مثل هذه المسيرات والاحتجاجات إلى أن يتراجع الرئيس الأميركي عن غيّه، والمس بهوية وحضارة القدس وتحويلها إلى عاصمة لإسرائيل بدون وجه حق ولا قانون ولا منطق".
من جانبه، قال أحمد الهايج رئيس الجمعية المغربية لحقوق الإنسان المستقلة: "موقف ترامب يضاف إلى المواقف العدائية ضد القضية الفلسطينية والقضايا العربية ومختلف شعوب العالم التي تتخذها الإدارة الأمريكية غير عابئة بالقانون الدولي وبالمشروعية الدولية ولا بكل القرارات الأممية المتخذة".
كما أكد القيادي في حركة التوحيد والإصلاح الدكتور محمد بولوز، أن قضية القدس هي أكبر من أن تكون قضية احتلال وسرقة أرض وتهجير شعب وتدمير مستقبل أجيال فحسب، بل هي قضية أمة بكاملها وقضية بقعة مباركة مقدسة في الوجدان والضمير، وقضية حضارة ربانية تأبى الاستسلام.