أنت هنا

4 ربيع الأول 1424
باريس

انتخبت أمس الأحد الهيئة الإدارية (المكتب) للمجلس الفرنسي للديانة الإسلامية، بنسبة بأغلبية ساحقة، ليصبح الجزائري دليل بوبكر مدير مسجد باريس والمعهد الإسلامي أول رئيس لها.
وهذه أول مرة في تاريخ الجالية الإسلامية في فرنسا التي يزيد تعدادها على خمسة ملايين نسمة، تظهر هيئة تمثلها وتنطق باسمها وتكون المحاور المعترف به للسلطات الفرنسية الرسمية.
وإذا كان غرض المجلس الأول رعاية مصالح الجالية الإسلامية المنتمية إلى ستين دولة، فان السلطات الفرنسية تعوّل عليها للترويج لسلام متسامح ومعتدل بوجه التيارات المتشددة وفي بيئة يغلب عليها التوتر السياسي والاجتماعي بسبب مشاكل الشرق الأوسط ومسائل الإرهاب وخلافها.
واحتل كل من محمد بشّاري، رئيس الفيدرالية الوطنية لمسلمي فرنسا وفؤاد العلوي، أمين عام اتحاد المنظمات الإسلامية في فرنسا، منصبي نائبي الرئيس. وكان الاتحاد الفائز الأكبر في الانتخابات التي جرت الشهر الماضي. لكن يبدو أن ثمة اتفاقا بين تيار مسجد باريس والفيدرالية الوطنية والأتراك لقطع الطريق على اتحاد المنظمات الإسلامية، القريب من الإخوان المسلمين.
وبهذه الانتخابات التي حصلت على أغلبية ساحقة (54 صوتا من أصل 65 وامتناع 9 عن التصويت) يكون وزير الداخلية وشؤون العبادة الفرنسي نيكولا سركوزي قد حقق إنجازا «تاريخيا»، إذ نجح في دفع المسلمين في فرنسا الذين يزيد عددهم على خمسة ملايين نسمة وينتمون إلى ستين جنسية مختلفة، إلى إيجاد هيئة تمثلهم وتكون المحاور الشرعي للسلطات الفرنسية.
وكان اتحاد المنظمات الذي يغلب عليه الطابع المغربي قد حل في المرتبة الأولى في الانتخابات التي جرت الشهر الماضي متقدما على الفيدرالية الوطنية وخصوصا على تيار مسجد باريس. إلا أن اتفاقا تم بين المسجد والفيدرالية وممثلي الأتراك المسلمين، بدعم من وزارة الداخلية، وفقا لما أفادت به مصادر واسعة الاطلاع لـ«الشرق الأوسط» نجح في «محاصرة» اتحاد المنظمات الإسلامية القريب من تيار الإخوان المسلمين ومن جماعة «العدل والإحسان» الأصولية المغربية التي يقودها الشيخ عبد السلام ياسين.
ورغم الاختلافات أو بسببها، فإن رئيس المجلس الجديد الدكتور دليل بوبكر وصف العملية الانتخابية بأنها «حرة وديمقراطية وشفافة وتتوافق مع قيم الإسلام»، معتبرا ظهور المجلس بأنه «يوم تاريخي في حياة الجالية الإسلامية» في فرنسا التي «تريد أن تحضر على طاولة الجمهورية» مثل غيرها من الأديان.
وأعلن فؤاد العلوي، نائب الرئيس، أنه «يتعين على المسلمين إظهار قدرتهم على التفاهم رغم خلافاتهم»، مضيفا أن ثروة الجالية «كامنة في تنوعها».
من جانبه اعتبر محمد بشاري أن مسلمي فرنسا «يمثلون قيمة إضافية للتعايش الحضاري في فرنسا»، مضيفا أن عدو المسلمين هو «التطرف والجهل».