أنت هنا

16 ربيع الأول 1424
عواصم – وكالات الأنباء

كشفت الولايات المتحدة عن مسودة معدلة لمشروع قرار سيتم طرحه على مجلس الأمن يهدف إلى رفع العقوبات عن العراق، وراعت المسودة قضية الديون على العراق فيما أبقت على النقاط الرئيسية خاصة منح الدول المحتلة حرية التصرف في إنفاق عائدات النفط. وأبقت الصيغة المعدلة على نفس النقاط الرئيسية في المسودة السابقة ومنها الدعوة إلى رفع العقوبات وإعطاء قوتي الاحتلال وهما الولايات المتحدة وبريطانيا دورا فاعلا للغاية في تقرير كيفية إنفاق عائدات البترول العراقية. وتدعو مسودة القرار إلى وضع عائدات مبيعات البترول العراقي، والتي تشرف عليها الأمم المتحدة في الوقت الراهن، في صندوق إعمار العراق الذي تديره الولايات المتحدة.
وتدعم بريطانيا وأسبانيا هذا المشروع.
وتأمل الأمم المتحدة من الولايات المتحدة طرح القرار للتصويت في الأسبوع القادم لكن القرار ربما يواجه بمخاوف مالية لبعض الدول خاصة روسيا التي تقول إن لها ديونا تقدر بمليارات الدولارات على النظام العراقي السابق.
ويقول الدبلوماسيون إن هناك محادثات جارية لتسوية العقود التي أبرمها العراق مع عدة دول خاصة روسيا بمقتضى برنامج النفط مقابل الغذاء الجاري، والتي تقدر قيمة العقود الروسية فيه بأربعة مليارات دولار.
وكان جورجي محمدوف نائب وزير الخارجية الروسي قال للصحفيين في وقت سابق إن عقود النفط الروسية في العراق والديون المستحقة لموسكو على العراق قد احتلت اهتماما كبيرا خلال المحادثات الأخيرة بين الرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش ونظيره الروسي فلاديمير بوتين.

ويمنح المشروع المعدل الذي وزع على خبراء الشرق الأوسط للأعضاء الخمسة عشر في مجلس الأمن الدولي واشنطن ولندن سلطات واسعة لتحديد كيفية إنفاق عائدات النفط العراقية على اعمار العراق. ويقوي المشروع قليلا دور الأمم المتحدة ولكن لا يفعل ذلك بالقدر الذي طالب به بعض المندوبين في المجلس.
وفيما يتعلق بالديون الخارجية للعراق التي يقدرها مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن بنحو 400 مليار دولار يقترح القرار حل هذه المشكلة من خلال "آليات مناسبة" مثل نادي باريس للدول الدائنة.
من جهتها أعلنت روسيا والصين أمس الجمعة أن مشروع القرار الأميركي "في صيغته الحالية يطرح مشاكل كثيرة لدولتينا". ووجه الرئيس فلاديمير بوتين انتقادات حادة إلى الولايات المتحدة من دون أن يذكرها بالاسم لاستخدامها القوة العسكرية وفرض سياساتها بدلاً من مكافحة (الإرهاب).
ووجه بوتين انتقادات حادة إلى الولايات المتحدة، وقال إن ثمة دولاً تستخدم القوة العسكرية لفرض سياساتها بدلاً من توجيه جهودها لمكافحة الإرهاب. فيما لم تستبعد مصادر في الخارجية الروسية أن تلعب "مجموعة الثماني" دوراً أساسياً في العراق مماثلاً لدورها في أزمة كوسوفو.
وأعلن نائب وزير الخارجية الروسي يوري فيدوتوف في تصريحات أوردتها وكالة "انترفاكس" أمس أن روسيا والصين تعتبران مشروع القرار الأميركي - البريطاني في حاجة إلى "تعديلات كبيرة".
وأوضح فيدوتوف في ختام لقاء مع نظيره الصيني يانغ وينشانغ "في صيغته الحالية يطرح مشروع القرار مشاكل كبيرة لدولتينا". وأضاف أن الصين وروسيا تعتبران أن مشروع القرار "يحتاج إلى تعديلات كبيرة".
كما أعلنت فرنسا أنها تعتزم تقديم "اقتراحات بناءة" لتحسين المشروع الأميركي. وأيدت ألمانيا تأييداً حذراً رفع العقوبات المفروضة على العراق، في إشارة إلى أنها قد تصوت لمصلحة مشروع القرار الأميركي في مجلس الأمن. وظهرت مؤشرات أخرى إلى التقارب بين البلدين في تصريحات وزير الخارجية كولن باول في برلين، وفي الإعلان عن زيارة لوزير الدفاع الأميركي دونالد رامسفيلد للعاصمة الألمانية.