أنت هنا

17 ربيع الثاني 1424
باريس - وكالات


قال وزير الخارجية الفرنسي دومينيك دوفيلبان أمس الأحد إن البعد الإسلامي يشكل جزءا من متن أوروبا وان المسلمين الأوروبيين المتمسكين بانتمائهم الوطني والراغبين بالمشاركة بفعالية في مستقبل بلدهم هم مواطنون حقيقيون حاملو ثقافة.

وتابع الوزير الفرنسي أمام مجلس الشيوخ بمناسبة يوم الكتاب التاريخي لنتذكر قليلا إن شعوبنا الأوروبية كانت قد نسجت عبر التاريخ علاقات وثيقة خصوصا مع لبنان وسوريا ومصر وطبعا مع المغرب وأفريقيا.

وأكد الوزير الفرنسي أن للإسلام موقعه الكامل اليوم في أوروبا وأنه سيكون اكبر في المستقبل فلنفكر مثلا بتركيا أو بالبوسنة التي عرفت في ظل أسوأ الامتحانات كيف تحافظ على تراثها الثنائي الانتماء الأوروبي والإسلامي.

و قال إن الإسلام شكل مدى واسعا لتيارات فكرية وثقافية تراوحت بين أقصى المحافظين و أقصى التقدميين وبين الأكثر دوغمائية والأكثر انفتاحا وبالتالي فان فترات مكثفة من التبادل والمشاركة كانت قد ميزت علاقاتنا عبر التاريخ.

وشدد دوفيلبان بالابتعاد عن الأفكار الخاطئة حول الإسلام ورد على من يتهم الإسلام بجمود نصه قائلا إن من ينظر إلى الإسلام من هذا المنظور إنما ينسى تقليد الاجتهاد.

وأكد دوفيلبان أن العالمين الإسلامي والغربي لم يكونا يوما متباعدين فعلا وانه إلى مشاكل عدم الوعي بهذا الإسلام لدى الغرب هناك أيضا لدى بعض الأصوليين تبرز الأزمات الاقتصادية كعامل أساس.

ومن ناحية أخرى أشار دوفيلبان إلى أن تحرير المجاهدين المسلمين لأفغانستان من الاحتلال الروسي فتح الطريق أمام مطالب أصولية وان التواجد العسكري الغربي في السعودية شد عزيمة المعارضة للنظام السعودي وعدائه للغربيين.

وحذر دوفيلبان الغربيين من أن الإذلال يسهل الدعاية السياسية للأصوليين مؤكدا أن كل محاولة لتسوية الأزمات عبر المقاربة العسكرية فقط ستؤدي إلى قيام مقاومة مشابهة وبالتالي فلا سلام دائما من دون رفاهية اكثر عدالة وتوزيعا ومن دون احترام الهويات ومن دون حوار بين الثقافات.