أنت هنا

29 ربيع الثاني 1424
واشنطن – وكالات



بسطت الولايات المتحدة هيمنتها عبر العديد من الأجهزة التابعة لإدارتها، ومن أعظم هذه الأجهزة جهاز ال CIA والذي يعتقد أنه من أقوى الأجهزة عالمياً، ورغم هذه الهالة الإعلامية التي تحيط بهذا الجهاز إلا أنه حتى الآن لم يتمكن من القبض على أكثر أعداء للولايات المتحدة ضراوة.

فقد ذكر المحلل العسكري تشارلز بينا من معهد كاتو في هذا الصدد قائلاً: " حتى وان كنت القوة العظمي الوحيدة بكل التكنولوجيا المتاحة لك فان ملاحقة شخص وقتله مهمة صعبة".

ونقلت رويترز عن مسؤول بوزارة الدفاع الأمريكية طلب عدم ذكر اسمه قوله: "عندما يريد أناس الاختباء توجد أماكن كثيرة للاختفاء انه أمر يسبب الإحباط ولكنه ليس مستغربا أن تحدث أشياء مثل هذه".

وأضاف المسؤول بالقول أنه: " طالما لا تمتلك واشنطن أدلة قاطعة تثبت أن المطلوبين الثلاثة ماتوا فان البحث عنهم سيستمر يوميا".
كما أشار محللون أن هذه الملاحقة المستمرة تعكس أن الوكالات العسكرية والاستخبارية الأمريكية ليست مجهزة كما يجب.

وأكد مايك فيكرز ضابط الاستخبارات السابق بوكالة المخابرات الأمريكية (CIA) والمحلل حاليا بمركز التحليلات العسكرية قائلاً: "عندما تحاول أن تجد شخصا في محيط من الناس فانك تبحث عن إبرة في كومة من القش، جزء كبير من قدراتنا الاستخبارية غير مركز على هذه المشكلة، وبالتالي فان التوصل إلى المطلوب اعتقالهم يتوقف على جهود فردية والقدرة على تتبع اتصالاتهم".
وتابع فيكرز: " أن القبض على رئيس بنما السابق مانويل نوريجا في يناير1990 قد يثير انطباعا خادعا بسهولة مثل هذه المهمة".

يشار أن نوريجا لجأ إلى سفارة الفاتيكان في بنما سيتي قبل استسلامه للقوات الأمريكية.

ويقول فيكرز أن الفشل في اعتقال الثلاثة زعماء الهاربين أمر مبالغ فيه لان بوش ومسؤولين آخرين بإدارته أضفوا سمة شخصية على الصراع مع القاعدة والمواجهة مع صدام.

وأردف مايك فيكرز: " بينما بالغت الولايات المتحدة وحولت صدام إلى شخصية أسطورية كان صدام دكتاتورا بلطجيا هذا كل ما في الأمر ولكن عندما تجعل منه وغدا أكبر من الحياة فعليك الإمساك به".

وقال فيكرز أن ابن لادن قد يكون مختبئا في أفغانستان أو عبر الحدود في باكستان والملا عمر ربما يكون مختبئا في إقليم قندهار أو أورزوجان.

وأشار مسؤول بوزارة الدفاع صدام لدية عدة مخابئ تحت الأرض لا زلنا نبحث عنها بعضها قد لا نعرف عنها شيئا كما أن لديه شبكة من الأقارب بالتأكيد يريدون إيواءه ولذلك سيستغرق العثور عليه وقتا.

ومن ناحيته قال جون بايك مدير مركز أبحاث جلوبال سيكيورتي انه إذا لم يتم القبض على صدام وابن لادن حتى 2004 وهو عام الانتخابات في أمريكا فربما يصبح عجز هذه الإدارة عن إتمام المهمة موضوعا للنقاش.