أنت هنا

5 جمادى الأول 1424
عواصم - وكالات


ذكر أمير أورن, معلق الشؤون الاستراتيجية في "هآرتس", اليوم الجمعة, أن قيام إيران مؤخراً بإجراء تجربة على صاروخ أرض- أرض من نوع "شهاب 3" يصل مداه إلى إسرائيل يثير القلق لدى إسرائيل ولدى واشنطن, التي رصدت أجهزة إنذارها التجربة.
وأوضح أن هذه التجربة هي السابعة أو الثامنة خلال السنوات الخمس الأخيرة, ووفقاً لما عرف عنها فهي التجربة الأكثر نجاحاً من جميع سابقاتها.

وأضاف أورن أنه في حالة التأكد من أن تحليق الصاروخ, الذي تم إطلاقه من الشرق إلى الغرب, يعكس زيادة في مداه عن المدى السابق وهو 1300 كيلو متر (وهو المدى الذي جرى تقديره حتى الآن وهو بطول المسافة بين غرب إيران وإسرائيل) فان بمقدور الإيرانيين نصبه في مناطق أخرى في عمق الأراضي الإيرانية.

وأضاف أن "التهديد الإيراني" لإسرائيل سيكون واحداً من المواضيع الذي ستتناولها الزيارة الرسمية لقائد هيئة أركان الجيش الإسرائيلي, الجنرال موشيه يعالون, في واشنطن بعد أكثر من أسبوع والذي سيحل خلالها ضيفا على قائد أركان القوات الأمريكية في البنتاغون, الجنرال ريتشارد مايرز.

وفي رأي أورن فان مصادر غربية تعكف الآن على جمع معطيات إضافية حول هذه التجربة وحول تقدم برنامج الصواريخ الإيراني, المستند إلى سلسلة الصواريخ الكورية الشمالية "نو - دونغ" و"طيفو - دونغ".

أما في أجهزة الأمن الإسرائيلية فقد استقبل التقرير حول تجربة "شهاب 3" باعتباره "محفزاً لاستمرار برنامج التزود بصواريخ حيتس", على ما يقول أورن.
وأضاف أن إسرائيل "تتابع بقلق أيضاً تعزز علاقات إيران مع ليبيا في مجال التسلح بالصواريخ" مشيراً إلى أن "التهديد الليبي يعد الآن مسوّغاً لتطبيق برنامج نصب بطارية ثالثة من صواريخ حيتس, بدل التهديد العراقي, الذي انتهى مع احتلال العراق من قبل الجيش الأمريكي".

ووفقاً لمصادر غربية يقتبسها أورن فإن صاروخ "شهاب 3" يبلغ طوله 16 متراً ويحمل رأساً زنته طن واحد من المواد المتفجرة.
وتقع في مدى الصاروخ غايات في إسرائيل وتركيا والقارة الهندية والقوات الأمريكية في الخليج. وهناك صاروخان إضافيان طويلا المدى في برنامج الصواريخ الإيراني : الأول "شهاب 4" (يبلغ مداه حوالي 2000 كيلو متر) والثاني "شهاب 5" (يبلغ مداه حوالي 5500 كيلو متر) ويعتبران رسمياً صواريخ لاطلاق أقمار إصطناعية.
ويوضح أن تسريع التجارب على "شهاب 3", على رغم قيام واشنطن بتوجيه تحذيرات في هذا الشأن, يجري تفسيره بكونه جهداً لتعزيز قوة الردع الإيرانية أمام احتمال هجوم أمريكي.

أخيراً يشير أورن إلى أن القائد المقبل لقيادة قوات المركز الأمريكية (سنتكوم), الجنرال جون أبي زيد, حذر في الأسبوع الماضي, خلال ظهوره أمام مجلس النواب الأمريكي, من برامج التسلح الإيرانية وخصوصاً من برنامجها النووي مؤكداً أن "قدرتها على المدى البعيد في تطوير سلاح نووي تعتبر مصدراً لقلق شديد". كما أكد أن إيران "تلقي ظلاً من القلق على الأمن والاستقرار في منطقة الخليج".