أنت هنا

20 جمادى الأول 1424
لندن- وكالات


أعرب رئيس الوزراء البريطاني توني بلير عن اسفه الشديد لعائلة الخبير البريطاني في أسلحة الدمار الشامل العراقية ديفيد كيلي الذي فقد الخميس ثم عثر على الأرجح على جثته أمس الجمعة غرب لندن، حسبما أفاد المتحدث الرسمي باسم بلير.‏ ‏

وقال المتحدث قبيل وصول بلير إلى طوكيو، أول محطة في جولته الآسيوية، أن‏ رئيس الوزراء يشعر بأسف عميق ويتعاطف مع عائلة كيلي.
واوضح المتحدث باسم رئيس الحكومة البريطانية أن توني بلير أمضى وقتا طويلا للتباحث بشان هذه القضية مع وزرائه، وبينهم وزير الدفاع جيف هون.‏ ‏

وقد وجدت الحكومة البريطانية العمالية برئاسة توني بلير نفسها أمس الجمعة مهددة بمواجهة أزمة سياسية بالغة الخطورة بعد اختفاء ديفيد كيلي الخبير في الأسلحة الجرثومية في وزارة الدفاع ووفاته المرجحة.‏ ‏
وقال ادام بولتن الاختصاصي في الشئون السياسية في شبكة سكاي نيوز والذي رافق‏ ‏ رئيس الوزراء في جولته الآسيوية أنه في حال تأكد موت ديفيد كيلي، فسوف تنشب أزمة حكومية واسعة النطاق، محذرا من أن المسألة ستلطخ نزاهة الحكومة.‏ ‏

من جهته، رأى زعيم المعارضة المحافظة ايان دانكن سميث أنه يتحتم على بلير‏ ‏ اختصار جولته الآسيوية والعودة إلى بريطانيا للرد على الأسئلة حول هذه القضية.‏ ‏
وقال من الواضح أن القرار يعود لبلير، لكن لو كنت رئيس الوزراء، اعتقد أنني لكنت اختصرت هذه الزيارة وعدت.‏ ‏
وتابع لا أريد أن استبعد احتمال استدعاء البرلمان الذي بدأ عطلته الصيفية‏ ‏ الخميس.

وبدت وفاة ديفيد كيلي أكيدة. والمسألة برمتها باتت أشبه بروايات التجسس.‏ ‏
فقد أعلنت الشرطة المحلية أن مواصفات الجثة التي عثر عليها صباح أمس لجمعة في منطقة اوكسفوردشاير على مسافة حوالي 70 كلم غرب لندن، مطابقة لمواصفات الخبير الذي اختفى منذ الخميس، غير أنها أوضحت أن عملية التعرف رسميا على الجثة لن تجري قبل غد السبت.‏ ‏

وكان مقر الحكومة البريطانية اتهم ديفيد كيلي بأنه كان المصدر خلف الاتهامات‏ ‏ والتي وجهها صحافي البي بي سي اندرو غيليغان إلى الحكومة البريطانية ب"تضخيم" ملف أسلحة الدمار الشامل العراقية.‏ ‏

وتم إبلاغ توني بلير بالعثور على الجثة وهو في طريقه من واشنطن إلى طوكيو، وفق‏ ‏ ما أعلن مقر رئاسة الحكومة.

وأعلن الناطق باسم رئيس الوزراء أن وزارة الخارجية مصممة على فتح تحقيق قضائي مستقل في حال تأكدت وفاة ديفيد كيلي. وأبدى دانكن سميث ارتياحه لهذا القرار، داعيا في الوقت نفسه إلى توسيع نطاق‏ ‏ التحقيق ليشمل ظروف دخول بريطانيا الحرب على العراق.‏ ‏

وقالت متحدثة باسم الشرطة لوكالة فرانس برس أن الجثة التي عثر عليها مطابقة لمواصفات الدكتور كيلي. فالملابس مطابقة فعلا لوصف ملابس الدكتور كيلي لكننا لم نتعرف بعد بشكل قاطع على الجثة.‏ ‏
وختمت أن الشرطة تتعاطى مع هذا الحدث على أنه وفاة لا يعرف سببها في انتظار‏ ‏ نتائج التشريح.

وكان كيلي الذي يحظى باحترام كبير بين زملائه، بين مفتشي الاسلحة الذين أرسلتهم الأمم المتحدة إلى العراق.
وقام بزيارات ميدانية إلى هذا البلد 37 مرة بين 1994 و1999.‏ ‏
وقد تعرض لضغوط كبيرة من قبل لجنة الشؤون الخارجية في مجلس العموم البريطاني‏ ‏ التي تحقق في الشروط التي أدت إلى مشاركة بريطانيا في الحرب ضد العراق.ونفى الثلاثاء أن يكون المصدر الرئيسي خلف تأكيدات البي بي سي بان رئاسة‏ الحكومة ضخمت تقرير سبتمبر 2002 حول العراق.‏ ‏

وقال ريتشارد اوتاواي العضو المحافظ في اللجنة معلقا على اختفاء الخبير أمس ‏ الجمعة أن وضع الدكتور كيلي في الواجهة كان يهدف بكل بساطة إلى تحويل الأنظار،‏ ‏ وكان له نتيجة فظيعة. "إنني انتقد بشدة كل المتورطين في ذلك".

وأكد ناطق باسم الوزارة أمس الجمعة أن كيلي لم يتلق تهديدات بتعليقه أو صرفه من وظيفته بعد أن اقر بأنه أجرى لقاء غير مأذون مع صحافي البي بي سي.‏ ‏