أنت هنا

30 جمادى الأول 1424
باريس - وكالات


قرر الحزب الاشتراكي الفرنسي سحب القضايا الاستراتيجية من يد باسكل بونيفاس، ليثبت من جديدة أن انتقاد إسرائيل هو خطه الأحمر في السياسة الخارجية، وان الكلمة الفصل في القيادة تبقى للوبي المؤيد لإسرائيل على الرغم من أن القاعدة غالبا ما تتعاطف مع الشعب الفلسطيني.

و كان يتولى بونيفاس هذا المنصب ويعمل في الوقت ذاته، مديرا لمعهد العلاقات الدولية والاستراتيجية، الذي احدث ضجة لا بأس بها في الأوساط الفرنسية حين نشر كتابه "هل مسموح انتقاد إسرائيل"، ثم ذهب إلى حد تشبيه آرييل شارون بالزعيم اليميني المتطرف في النمسا يورغ هايدر وبالزعيم الصربي سلوبودان ميلوسيفيتش.
إلا أن كلامه ضد اللوبي اليهودي، وضد الكيان الإسرائيلي أدى إلى سحب هذا المنصب منه، في عقر داره.

وكان قبل ذلك نشر في صحيفة الوموند الفرنسية مقالا في 30 آب 2001 بعنوان "هل أن انتقاد إسرائيل ممنوع" طرح فيه بعض القضايا المحورية التي كانت تشغل الرأي العام الفرنسي حيال تصاعد الإجرام الإسرائيلي ضد الفلسطينيين وجدوى السياسة الإسرائيلية القمعية ووجوب تبني الحزب الاشتراكي لسياسة اكثر حزما حيال هذه الممارسات، الأمر الذي ألب عليه طبقة واسعة من المؤيدين لإسرائيل وسلط عليه سهام السفير الإسرائيلي في فرنسا آنذاك ايلي برنافي وحمم اللوبي اليهودي.

ولم يطلب بونيفاس المستحيل وإنما يطرح جملة من الأسئلة ويرفقها ببعض الإجابات والخلاصات المنطقية ومنها مثلا: ما هي خيارات إسرائيل؟ طرد الفلسطينيين من الأراضي؟ هذا غير ممكن، إقامة نظام تمييز عنصري؟ هذا غير منطقي. الأمل بان يقبل الفلسطينيون السلام بشروط إسرائيلية؟ هذا مستحيل، وبالتالي فان الانسحاب العسكري من الأراضي المحتلة وإقامة دولة فلسطينية تبقى الخيارات الأقل سوءا.

ويرى بونيفاس، العضو في الحزب الاشتراكي منذ 1980، أنه " قبل عشرين سنة حين كان يتم طرح قضية الشرق الأوسط بين الطلاب الفرنسيين، كانت الآراء منقسمة، أما اليوم فان الغالبية العظمى تعتبر أن المسؤولية الأولى تقع على عاتق إسرائيل".