جدد الرئيس الأميركي جورج بوش التزام بلاده بضمان أمن إسرائيل، مشيرا إلى أنه استخلص من خلال لقاءاته مع رئيس الوزراء الفلسطيني، محمود عباس ورئيس الحكومة الإسرائيلية، اريئيل شارون، بأن الاتصالات بين الجانبين أحرزت تقدما ملموسا.
ودعا رئيس الحكومة الإسرائيلية إلى القيام بالمزيد من اللفتات الحسنة إزاء الفلسطينيين.!!
وكان بوش يتحدث خلال المؤتمر الصحفي المشترك الذي عقده مع رئيس الوزراء الإسرائيلي، اريئيل شارون، في ختام اجتماعه به في البيت الأبيض، مساء أمس الثلاثاء.
وتحدث عن إحراز تقدم ملموس في الاتصالات الإسرائيلية - الفلسطينية، تمثلت، حسب رأيه في إطلاق سراح الأسرى، لقاءات شارون وأبو مازن، اللجان الأمنية المشتركة.
وقال بوش ردا على سؤال عما إذا كان قد اتفق مع شارون على مواصلة بناء الجدار الفاصل، أن المهم هو تفكيك التنظيمات الإرهابية وأولئك الذين لا يريدون تحقيق السلام، وانه إذا تم القضاء على هؤلاء فلن تكون هناك حاجة إلى الجدار.
ولم يكشف بوش عن موقفه من تعنت إسرائيل على مواصلة بناء الجدار، كما لم يعلن ما إذا كان
قد طلب فعلا، من شارون وقف العمل في الجدار أو تغيير مساره، حسب ما زعمته مصادر أميركية.
وأكد شارون في كلمته أنه لم يناقش مع بوش، مسار الجدار، وانه اطلع الرئيس الأميركي على موقف إسرائيل الذي يدعي أنه جدار لضمان الأمن، وانه أعلن نيته مواصلة البناء من خلال إعادة النظر في مساره بشكل يخفف اكثر ما يمكن عن الفلسطينيين.
وقال بوش : ما زال هناك الكثير من العمل، ويتحمل الزعيمين مسؤولية قيام دولتين إلى جانب بعضهما البعض.
وذكّر بوعد أبو مازن، في قمة العقبة، بوضع حد لـ"إرهاب"، وقال أنه يتحتم على أبو مازن عمل ذلك.
ودعا بوش الدول العربية إلى المساهمة في دفع العملية السلمية ووقف الدعم للتنظيمات الفلسطينية. وقال أن كل تقدم في الشرق الأوسط، منوط بالقضاء على المقاومة وعلى التحريض.
وفي رده على سؤال حول التمييز الإسرائيلي في مسألة إطلاق سراح الأسرى، وقول إسرائيل أنها لن تطلق سراح مسلحين تورطوا في أعمال قتل، قال بوش أنه لا يريد إطلاق سراح أي قاتل.
وأكد شارون الأمر نفسه قائلا للصحفيين وباللغة العبرية، خلافا لكل أجوبته الأخرى، بأن الحكومة الإسرائيلية لن تطلق سراح أي أسير تلطخت أياديه بالدماء، كما لن يتم إطلاق سراح أسرى يمكنهم العودة إلى ممارسة المقاومة أو أولئك الذين كان أطلق سراحهم في السابق، وعادوا إلى ممارسة المقاومة. وقال شارون أن إسرائيل وأميركا متفقتان على ذلك.
وكرس شارون فاتحة بيانه الصحفي للثناء على "الانتصار الأميركي في العراق" فهنأ الرئيس بوش على انتصاره في الحرب وهزم صدام حسين. وشن شارون هجوما على صدام حسين واصفا أعماله بالوحشية!
وبرأي شارون أنه بفضل الرئيس بوش ستتمكن العدالة من القضاء على صدام حسين وكل سلالته!!
كما شن شارون هجوما على سوريا وإيران واتهمهما بدعم المقاومة، ووجه إليهما تهديدا قال فيه أنه يجب أن يكون واضحا لهما، بعد العراق، بأنه لا يمكنهما مواصلة سياستهما الحالية!
وتطرق إلى الاتصالات بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية، وقال أنه يسود حاليا نوع من الهدوء النسبي، زاعما أن المقاومة ما زالت متواصلة، وما زال هذا الهدوء مهددا من قبل تنظيمات المقاومة التي ما زالت قائمة. وقال أنه يتحتم على الفلسطينيين وضع حد نهائي للتهديدات التي تشكلها هذه التنظيمات.
وقال شارون أنه يريد التقدم في تحقيق الاتفاقيات مع الفلسطينيين، لكنه لا يمكنه ذلك إلا بوضع حد لهذه التنظيمات.
برأي شارون، فانه فحص مع بوش، بعض الخطوات الكفيلة بإحراز التقدم المطلوب.
وادعى شارون أن إسرائيل تضطر إلى بناء الجدار الفاصل دفاعا عن أمن مواطنيها.
ووعد بتفكيك البؤر الاستيطانية حسب القانون الإسرائيلي.
وقال شارون أن إسرائيل ستقوم بلفتات أخرى تجاه الفلسطينيين إذا تواصل الهدوء.