أنت هنا

1 جمادى الثانية 1424
واشنطن - وكالات


انتقد وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل بشدة أمس الاتهامات الخاطئة " والاتهامات من خلال التلميح" الموجهة إلى السعودية بالتورط في هجمات أيلول ضد الولايات المتحدة، والمبنية على تكهنات "ونوايا خبيثة" وردت في تقرير الكونغرس الصادر الأسبوع الماضي، وكانت في قسم مؤلف من 28 صفحة حذفت من التقرير الذي يضم 900 صفحة.

وقال الفيصل بعد اجتماع استمر أكثر من ساعة مع الرئيس الأميركي جورج بوش وكبار مساعديه "ليس لدينا شيء نخفيه، ولا نسعى إلى درع يحمينا ولا نحتاج لمثل هذا الدرع".

وطالب الوزير السعودي في بيان خطي قرأه للصحافيين بعد مغادرته البيت الأبيض بالكشف عن مضمون هذه الصفحات "لأن ذلك سيسمح لنا بالرد على أي اتهامات بطريقة واضحة وذات صدقية ولنقضِ أي شكوك حول الدور الحقيقي للمملكة في الحرب ضد (الإرهاب)".
وقال الفيصل أنه سلم بوش رسالة تضمّنت هذه المواقف من ولي العهد السعودي الأمير عبد الله بن عبد العزيز آل سعود.
وأضاف أن بوش " أعرب عن تفهمه لموقف ولي العهد وجدد تثمينه لدورنا في مكافحة (الإرهاب)". ولكن الفيصل أشار إلى ما كان قد قاله بوش علناً قبل الاجتماع حول رفضه نشر الجزء السعودي من التقرير، قائلا "الرئيس أوضح أن الكشف عن الصفحات المفقودة في هذا الوقت سوف يضرّ بالعمليات (ضد الإرهاب) ويقوّض التحقيقات المستمرة، وأي شخص يصدق أن هذا الرئيس يمكن أن يغطي على تورط أي طرف في أحداث الحادي عشر من أيلول (2001) لا علاقة له بالواقع أو يكون مدفوعا بنوايا مبيتة".

وأعلن البيت الأبيض بعدما انتهى الوزير السعودي من مؤتمره الصحافي، أن المسؤولين الأميركيين طلبوا منه أن تسمح السلطات السعودية للمحققين الأميركيين باستجواب المواطن السعودي عمر البيومي المشتبه بعلاقته باثنين من منفذي هجمات 11 أيلول، وأن الفيصل رد بالموافقة.
وحضر لقاء الفيصل مع بوش نائب الرئيس ديك تشيني ووزير الخارجية كولن باول ومستشارة الأمن القومي كونداليسا رايس بالإضافة إلى إليوت أبرامز من مجلس الأمن القومي.

وكان بوش قد قال للصحافيين قبل اكثر من ساعة من اجتماعه مع الامير سعود الفيصل أن الكشف عن الصفحات المحذوفة من التقرير سوف "يساعد العدو" ويضرّ بالتحقيقات وبمصادر الاستخبارات وكيفية جمعها وقد يؤدي بشكل غير مباشر إلى مساعدة (الإرهابيين).

وكان المتحدث باسم البيت الأبيض سكوت مكليلان أعلن في وقت سابق أن المعلومات المتعلقة بالسعودية لن يتم نشرها، لأن "العناصر الموجودة في هذا القسم تتضمن معلومات خاصة بتحقيقات لا تزال جارية، وتفاصيل حول عمليات، ومعلومات حساسة ومعلومات حول أساليب اتبعت. أن نشر هذه العناصر في الوقت الراهن قد يمس بالأمن القومي".

وأشار إلى أن اللقاء بين بوش والفيصل جاء بناء لطلب من السعوديين قدّموه الجمعة الماضي. كما أشار إلى أن الولايات المتحدة وجدت تعاوناً كبيراً من السعودية في التحقيقات وأن المملكة تناضل بقوة لاحتواء تنظيم القاعدة.