
بعد فشل جهود وزارة الخارجية الأمريكية، في تجميل وجه أمريكا واضطرار مسؤولة الدعاية للاستقالة من منصبها عاودت السفارة الأمريكية، وهيئة المعونة في القاهرة. تكرار التجربة، ولكن هذه المرة من خلال إصدار عدد من النشرات وإنشاء المحطات الفضائية التلفزيونية الناطقة التي ستبث إرسالها من مصر والدول العربية.
الأمريكيون فيما يبدو لم يدرسوا بتعمق فشل التجربة السابقة، وما زالوا يعتقدون أن العرب ينصتون إلى الكلام ولا ينظرون إلى ما يجري على الأرض، وهذا دليل على أن كبار المسؤولين الأميركيين يعطون نظراءهم العرب قليل الكلام لإرضائهم والأيام بأن تغيرا طرأ على موقف واشنطن من قضايا المنطقة، لكن قلوبهم وأفعالهم تصب حقيقة في سلة مغتصب الأرض.
وكما ذكرت صحيفة "الشرق الأوسط" فإن خبراء قانونيين يعكفون على إعداد قانوني وفني، كما يجري فريق من الخبراء الأمريكيين اتصالات مع شركاء عرب للمشاركة في التمويل المادي.
وأكدت مصادر أمريكية وغربية فإن إصدار الصحف وإنشاء شبكات التلفزة ليس مقصورا على مصر وحدها بل تعمل سفارات أمريكية، على إصدار صحف في المغرب والجزائر والسعودية والبحرين وتونس ولبنان. بهدف توسيع البرنامج التدريبي الخاص للصحافيين ليشمل المساهمة في إصدار صحف تتمتع باستقلالية كبيرة بعيدا عن تدخلات الحكومات والأحزاب العربية من اجل تحقيق الهدف الذي ترجوه واشنطن وهو الحفاظ على مصالحها مع الاكتفاء ما بين 5 و10% من المواد التحريرية في كل صفحة لتجميل وجه أمريكا.
وتقول المصادر أن المنح ستقطع من المبالغ المرصودة لتفعيل مبادرة وزير الخارجية كولن باول لعام 2004 والمقدرة ب 147 مليون دولار إضافة إلى بند المعونات الخاص بإصدار الصحف والمعروفة بتوسيع "المشاركة السياسية" وتخصيص 23 مليون دولار لإعادة هيكلة الصحافة العربية (...).