أنت هنا

25 جمادى الثانية 1424
واشنطن - وكالات


في محاولة للالتفاف على معارضة الكونغرس، والمنظمات العربية والإسلامية، قرر البيت الأبيض تعيين دانيال بايبس، الباحث المتطرف، الذي تثير مواقفه العرب والمسلمين بالكثير من الجدل والعداء، عضواً في مجلس إدارة "المؤسسة الأمريكية للسلام" وهي من بين مراكز الأبحاث المهمة في البلاد، والتي تموّلها الحكومة الفدرالية.
ويعني تعيين بايبس، الذي سيعلن قريباً، أن التعيين سيصبح ساري المفعول من دون تصديق الكونغرس عليه، وان كان يعني أيضاً أن بايبس سيخدم لثمانية عشر شهرا، بدلا من فترة الأربع سنوات العادية.

وكان تعيين بايبس قد واجه معارضة وتشكيكا عميقا من قبل عدد من أعضاء لجنة التعليم والصحة في مجلس الشيوخ التي ناقشت تعيينه في 23 الشهر الماضي، حيث شدد السناتور الديموقراطي ادوارد كينيدي على أن سحب بايبس "لا يعكس التزاما بردم الخلافات وحل النزاعات" بالطرق السلمية، وهي المهمة الرئيسية للمؤسسة.
وكانت المنظمات العربية والإسلامية وشخصيات أكاديمية أميركية، قد اعترضت بقوة على تعيين بايبس بسبب مواقفه المتصلبة والتي يراها البعض على أنها عنصرية من العرب والمسلمين، ودعمه القوي لإسرائيل حيث كان يحثها على مواصلة سياساتها القمعية ضد الفلسطينيين لأنها إذا فعلت ذلك "ستقترب من النصر".
كما أكد، في مقال آخر، أن الحل "الوحيد هو الحل العسكري".

ويدّعي بايبس أن ما بين 10 و15 في المائة من المسلمين هم "قتلة محتملون"،وأعرب عن قلقه (من وجهة نظر يهودية) من ازدياد مكانة ونفوذ المسلمين في أميركا لان ذلك يمثل برأيه "أخطارا حقيقية لليهود الاميركيين".
وقام بايبس ومؤيدوه بإنشاء موقع على شبكة الانترنت لتبادل المعلومات ورصد النشاطات الأكاديمية والسياسية في الجامعات الاميركية للأساتذة والباحثين الذي يرى هو وأنصاره أنها معادية لإسرائيل أو للسياسة الخارجية الاميركية، وذلك بغرض ترهيبهم. ودفعت هذه المواقف وغيرها بصحف بارزة، من بينها واشنطن بوست، لمطالبة إدارة بوش بسحب ترشيح بايبس.
ولا يحظى بايبس في الأوساط الأكاديمية المختصة بالشؤون العربية والإسلامية باحترام كباحث، بل يعتبر إلى حد كبير كناشط سياسي.

وفي المقابل حظي ترشيح بايبس بدعم قوي من بعض المنظمات اليهودية ومعلقين مؤيدين لمواقفه مثل تشارلز كراوتهامر ومطبوعات يمينية مثل (ويكلي ستاندارد) (Weekly Standard) التي يحررها وليام كريستول، أبرز كتاب تيار (المحافظين الجدد). وجاء في مقال في هذه المجلة أن ترشيح بايبس يحظى "بدعم قوي"في البيت الأبيض من المستشار النافذ للشؤون الداخلية والانتخابية كارل روف، ومسئول قسم الشرق الأوسط في مجلس الأمن القومي اليوت ابرامز، وكذلك من المستشارة كونداليسا رايس.

ويضم مجلس إدارة المؤسسة الاميركية للسلام، الدبلوماسي المتقاعد والخبير في الشؤون الأفريقية تشيستر كروكر و15 عضواً، من بينهم دوغلاس فايث، (كان أيضاً رئيسا سابقا للمؤسسة) الذي يحتل المنصب الثالث في وزارة الدفاع كوكيل للوزارة للشؤون السياسية، والمعروف بمواقفه المؤيدة جدا لإسرائيل.