
ذكرت صحيفة واشنطن بوست أن معدل الإصابات بين الجنود الأمريكيين في العراق يرتفع بشكل دراماتيكي في مواجهة الهجمات المتصاعدة للمقاومة العراقية وبقايا أنصار الرئيس المخلوع صدام حسين. وأضافت الصحيفة أن10 جنود أمريكيين تقريبا يعلن يوميا إصابتهم في عمليات قتالية.
وأضافت الصحيفة أن عدد الجنود المصابين في اشتباكات تجاوز الـ1100 جندي منذ بدء حرب العراق في مارس الماضي ويتصاعد بشكل كبير.
وأصبحت الهجمات التي تتعرض لها القوات الأمريكية معتادة للدرجة التي أصبحت معها القيادة المركزية الأمريكية لا تصدر بيانات سوي عند سقوط قتيل أو أكثر, لدرجة أنه قد لا تصدر بيانات بالرغم من وقوع عدة إصابات.
وتشير واشنطن بوست إلي أن عدد المصابين بين صفوف القوات الأمريكية في العراق يفوق بمقدار الضعف عدد الإصابات خلال حرب تحرير الكويت عام1991. وتصاعد العدد الإجمالي للإصابات بمقدار35% في أغسطس الماضي بمعدل10 إصابات يوميا.
وأوضحت الصحيفة أن55 جنديا أمريكيا أصيبوا خلال عمليات قتالية في الأسبوع الماضي وحده ليتجاوز عدد المصابين منذ مطلع مايو الماضي عددهم خلال ذروة المعارك في الفترة من19 مارس إلي30 أبريل الماضيين, حيث أصيب خلالها550 جنديا أمريكيا. فمنذ الأول من مايو الماضي, سقط574 جنديا أمريكيا جريحا, كما تجاوز عدد القتلى عددهم في ذروة المعارك الرئيسية.
ويشير مسئولو البنتاجون إلي أن تقدم الطب العسكري يعد أحد الأسباب وراء ضخامة عدد الجنود الأمريكيين المصابين, حيث تم إنقاذ حياة العديد من أرواح الجنود التي كانت تفقد في المعارك السابقة.لكن المسئولين يستدركون بالقول بأن تصاعد عدد الإصابات يعكس أيضا المقاومة التي تواجهها القوات الأمريكية بشكل متواصل بعد خمسة أشهر من سقوط نظام صدام حسين.
وبالرغم من أن القيادة المركزية تحتفظ بالرقم المتصاعد للإصابات, فإنها لا تكشف عنه سوي عند مطالبتها بذلك ليصبح هذا الرقم إحدي القصص غير المعروفة عن الحرب.
وتشير الصحيفة في هذا الصدد إلي أنه بعيدا عن الأنظار تهبط طائرات النقل العسكري الضخمة طراز( سي ـ17) كل ليلة تقريبا في قاعدة أندروز الجوية خارج واشنطن قادمة من مهمات إجلاء جرحي. فمنذ بدء الحرب تم إعادة أكثر من6 آلاف جندي إلي الولايات المتحدة بينهم أكثر من1100 مصاب خلال العمليات و301 مصاب في حوادث عارضة والآلاف الآخرون ممن لحقت بهم إصابات بدنية أو عقلية.
يقول الجنرال كيفن كيلي ـ الذي يقود مستشفي والترريد الميداني الذي أقيم بالقرب من قاعدة أندروز ـ أنه خلال يومين فقط من يوليو الماضي وأربعة أيام من أغسطس لم يستقبل المستشفي مصابين من العراق.
وأشار إلي أنه حدث لخمس أو ست مرات خلال الأشهر القليلة الماضية أن امتلأ الـ40 سريرا المخصصة للعناية المركزة في جميع المستشفيات العسكرية بحالات معظمها لمصابين خلال عمليات قتالية.
ويشير كيلي إلي أن قذائف آر. بي. جي والألغام تمثل أكبر خطورة على الجنود الأمريكيين, حيث بإمكانها إلحاق إصابات بأكبر عدد منهم والتسبب في بتر أعضاء من أجسادهم, وهو ما لا تتسبب فيه إصابة برصاصة في الساق أو الذراع.